على أسئلتي أجوبة تنم عن ذكاء جم ، وقد اعتذر عن رغبته في الاستطلاع بقوله : «وقد أكون فظّا ، ولكن تذكر ما يشعر به الكردي من غرابة في التحدث مع أحد الانكليز ، ومن رغبة لا بد أن تجيش في صدره لاستغلال ذلك الحديث ومعرفة الأمور التي لا يمكن له الوقوف عليها بطريقة أخرى تلك الأمور التي لا بد أن تعود عليه بالنفع». وكنت أود أن يستمر في السؤال ، وأكدت له بأنني سأكون مثله في حرية الإجابة. لقد كان كثير السؤال عن إنكلترا وفرنسا وروسيا وعن حكومتنا ومراسيم بلاطنا ، وعن تشكيلات وأسس جيشنا الذي وجه الأسئلة الفضولية العديدة عنه ، الأمر الذي يدل على اهتمامه في الموضوع وإدراكه له. وكان على نقيض الأتراك لا يعلق أهمية بالغة على شؤون السلطان واستانبول والأتراك. وقد سألني عن تفاصيل معركة (واترلو) التي يحتمل أنه سمع عنها من الإيرانيين دون أن يتذكر اسمها. وقد سمع عن (بونابارت) أو «الإمبراطور» كما نعته ، ثم أتى على ذكر الصين ووجه تقريبا ذات الأسئلة التي وجهها عبد الله باشا إلي صباح اليوم ، الأمر الذي أكد ظني بأن الموضوع لا بد وأن جرى بحثه بينهم. وسألني خصيصا عما إذا يسمح للأجانب بزيارة حاضرة الصين ، وقد بدا أدنى إلى الاستغراب عندما أخبرته بأن سفيرا من بلاطنا كان في الصين أخيرا. وبناء على اقتراح أبداه له أحد الحاضرين انتقل في بحثه بحذر ظاهر إلى الهند البريطانية مبتدئا بملحوظة مفادها أن من الطبيعي أن يكون الملك الذي له جيش قوي كجيشنا الرغبة في استخدامه ، وأنه لم يستغرب كوننا ننشد على الدوام فرص الفتوحات. لقد أدركت ما كان يود التوصل إليه فقلت له : «إن جيشنا العظيم لم يؤلف برغبة من الملك ، وهو لم يكن إلا على قوة كافية للدفاع عنا ، ومن الضروري أن ننشئ جيشا كبيرا إذا أنشأت الدول الأخرى جيوشا كبيرة ، وإننا لا نرغب في التدخل بشؤون الغير كما أننا لا نسمح لأحد أن يتدخل بشؤوننا ، وإن لنا في الوقت الحاضر ممتلكات