ربع يسكنه خدامها ، وتولى بناء ذلك الأمير علاء الدين بن هلال (١٦٢) ، وعن يمين المروة دار أمير مكة سيف الدين عطيفة بن أبي نمي وسنذكره.
ذكر الجبّانة المباركة
وجبّانة مكة خارج باب المعلى ، ويعرف ذلك الموضع أيضا بالحجون وإياه عنى الحارث بن مضاض الجرهمي (١٦٣) بقوله :
كأن لم يكن بين الحجون (١٦٤) إلى الصّفا |
|
أنيس ولم يسمر بمكة سامر |
بلى! نحن كنا أهلها فأبادنا |
|
صروف اللّيالي والجدود العواثر!! |
وبهذه الجبّانة مدفن الجم الغفير من الصحابة والتابعين ، والعلماء والصالحين ، والأولياء إلا أن مشاهدهم دثرت وذهب عن أهل مكة علمها فلا يعرف منها إلا القليل ، فمن المعروف منها قبر أم المؤمنين ، ووزيرة سيد المرسلين ، خديجة بنت خويلد أم أولاد النبي صلىاللهعليهوسلم تسليما كلّهم ما عدا إبراهيم ، وجدّة السّبطين الكريمين ، صلوات الله وسلامه على النبي صلىاللهعليهوسلم تسليما ، وعليهم أجمعين ، وبمقربة منه قبر الخليفة أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور (١٦٥) عبد الله بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس رضياللهعنهم أجمعين ، وفيها الموضع الذي صلّب فيه عبد الله بن الزّبير (١٦٦) رضياللهعنهما ، وكان به
__________________
(١٦٢) علي بن هلال الدولة الشيزري ، ولد بشيزر (قرب حماة سوريا) ثم قدم مصر ... ثم ندبه السلطان الناصر لعمارة المسجد الحرام سنة ٧٢٧ ـ ١٣٢٧ فأصلح ما وهن من سقوفه وجدرانه وساق عينا إلى مكة وأنشأ الميضاة الناصرية بالمسعى ، أدركه أجله بشيزر عام ٧٣٩ ـ ١٣٣٨ ـ الدرر الكامنة ج ٣ ، ص ٢١١.
(١٦٣) الحارث بن مضاض من ملوك الجاهلية ، وفي أيامه نشطت حركة بني إسرائيل وزحفوا يريدون مكة من الشمال فقاتلهم الحارث فهزمهم واستولى على تابوت من الكتب كانوا يحملونه وفيه ما انتحلوه على الزبور ، ويقول المسعودي : إنه أول من تولى أمر البيت بمكة من بني جرهم ، وقد نسب إليه ابن جبير والمسعودي والبكري وابن بطوطة البيتين المذكورين ...
(١٦٤) الحجون اسم لشعب صغير شمال مكة.
(١٦٥) الخليفة العباسي الثاني وكان توفى أثناء أدائه مناسك الحج.
(١٦٦) كان عبد الله ابن الزبير أنشأ في مكة حركة ضد خلافة بني أمية بدمشق ، فهزم من قبل الحجاج الثقفي ممثل الأمويين عام ٧٣ ـ ٦٩٢.