فاطمة عليهاالسلام (١٦١) ، وبمقربة منها دار أبي بكر الصديق رضياللهعنه ، ويقابلها جدار مبارك فيه حجر مبارك بارز طرفه من الحائط يستلمه الناس ويقال له ، إنه كان يسلّم على النبي صلىاللهعليهوسلم ، ويذكر أن النبي صلىاللهعليهوسلم تسليما جاء يوما إلى دار أبي بكر الصديق ولم يكن حاضرا فنادى به النبي صلىاللهعليهوسلم تسليما فنطق ذلك الحجر وقال يا رسول الله : إنه ليس بحاضر.
ذكر الصفا والمروة
ومن باب الصفا الذي هو أحد أبواب المسجد الحرام إلى الصفا ست وسبعون خطوة ، وسعة الصفا سبعة عشرة خطوة وله أربع عشرة درجة ، عليا هنّ كأنها مسطبة ، وبين الصفا والمروة أربعمائة وثلاث وتسعون خطوة ، منها من الصفا إلى الميل الأخضر ثلاث وتسعون خطوة ، ومن الميل الأخضر إلى الميلين الأخضرين خمس وسبعون خطوة ، ومن الميلين الأخضرين إلى المروءة ثلاث مائة وخمس وعشرون خطوة ، وللمروة خمس درجات ، وهي ذات قوس واحد كبير ، وسعة المروة سبع عشرة خطوة ، والميل الأخضر هو سارية خضراء مثبتة مع ركن الصومعة التي علي الركن الشرقي من الحرم عن يسار الساعي إلى المروة ، والميلان الأخضران هما ساريتان خضروان إزاء باب عليّ ، من أبواب الحرم ، إحداهما في جدار الحرم عن يسار الخارج من الباب ، والأخرى تقابلها ، وبين الميل الأخضر والميلين الأخضرين يكون الرّمل ذاهبا وعائدا ، وبين الصفا والمروة مسيل فيه سوق عظيمة يباع فيها الحبوب واللحم والتمر والسمن وسواها من الفواكه ، والسّاعون بين الصفا والمروة لا يكادون يخلصون لإزدحام الناس على حوانيت الباعة ، وليس بمكة سوق منتظمة سوى هذه إلا البزّازون والعطارون عند باب بني شيبة.
وبين الصفا والمروة دار العباس رضياللهعنه وهي الآن رباط يسكنه المجاورون ، عمّره الملك الناصر رحمهالله ، وبنى أيضا دار وضوء فيما بين الصفا والمروة سنة ثمان وعشرين ، وجعل لها بابين أحدهما في السوق المذكورة والأخر في سوق العطارين ، وعليها
__________________
(١٦١) يلاحظ هنا أن ابن بطوطة صلّح بكل هدوء خطأ وقع فيه ابن جبير الذي ذكر أن الحسن والحسين ولدا بمكة ص ٨٢ ، ابن بطوطة اقتصر على ذكر فاطمة الزهراء ...