إن هذه الواحة الجميلة محمية من الشمال بجبل حمّام الذي تتباين صخوره
الكلسية مع الخضرة الندية التي تكسو طوال العام العينين الغزيرتين اللتين تتفجران
من أسفل الجبل : إحداهما شديدة البرودة ، صافية كل الصفاء ، ولها طعم لذيذ ؛ أما
الأخرى فهي على العكس حارة ، يكثر فيها الحديد ، ومشربة تماما بالكبريت. وقد بني
على هذه الأخيرة بناء محكم الإغلاق ، جيد المواقع لتوفير الراحة لمن يريدون
السباحة فيها ، ولم يفتني الاستحمام فيها ؛ وقد كان حماما رائعا بقيت أياما طوالا
بعده أشعر بالنظافة من أثره. يسمّى هذا الحمّام المعدني في البلد : حمّام فرعون.
أمّا العين المجاورة / ٤١ / فهي عين مشهورة ، لها مكانة عالية ، تعرف باسم : عين موسى. ونلاحظ هنا أيضا الذكريات
التوراتية. وينتصب وراء جبل حمّام جبل آخر اسمه جبل الناقوس ؛ وهي تسمية غريبة في
بلد لا يعرف النواقيس ، وهي ممنوعة فيه. وتزعم الحكاية الخرافية : أنه كان في
القديم دير مسيحي في هذه البقعة ، وأن الأرض
__________________