يمكن للإنسان أن يتحمل الحركة واختلاط الأمور في منزل صغير ، حطّ فيه رحالهم ما يقارب مئة رجل مسلح. لم يستطع الجميع دخول المنزل ، بل ظل كثير منهم في الخارج ، مستلقين على الأرض ، أو يجلسون القرفصاء بمحاذاة الجدران ، أما الآخرون فقد كانوا يتزاحمون في فناء المنزل. لقد أكل وشرب هذا الجمع الغفير كله كيفما اتفق. أما نحن فقد قدّم لنا في البداية اللبن ، وله لدى العرب استخدامات كثيرة ، والمعروف أنه صحي جدا في تلك الأجواء.
ثم حملوا إلينا بعد ساعتين جبلا من الرز يعلوه خروف ضخم مشوي ، يحمله عبدان ينوءان بحمله ، ثم وضعوه أمامنا. دعونا الشريفين لمشاركتنا الطعام ، وها نحن جميعا جالسون على شكل دائرة ، وأقدامنا / ٢٣٢ / متصالبة حول هذه الجفنة الضخمة : كنا سبعة ، وكانت شهيتنا مفتوحة ، ولمّا شبعنا نحن السبعة كان الطعام لا يزال وفيرا ، وذهب ما بقي من المائدة إلى المعنيين. كانت الساعة حوالي الثالثة عندما فكرنا بالانطلاق ؛ لأن الوصول إلى الطائف كان يحتاج أربع ساعات على الأقل. لم يرافقنا شريف الجبل ورجاله من البدو ، وتمت مراسم الوداع من الجانبين بالمراسم والصمت اللذين سادا عند الوصول.
انضم إلينا الشريف سليم وحده كما فعل ذلك في اليوم السابق طاهر أفندي في الحسينية : كان الشريف سليم على رأس القافلة ممتطيا فرسه البيضاء ، وقد اكتشفنا خلال الطريق مدى تقاه وورعه. توقف في المغرب والعشاء ، ومد سجادة الصلاة على جانب الطريق ، وسجد فوقها متجها باتجاه مكة المكرمة ، وأدى الصلاتين في