التي لم نلق عليها ولو نظرة واحدة! ذلك هو بادئ ذي بدء جبل سيناء الذي يخطف الأبصار ، والذي أوحي إلى موسى على قمته الرسالة السماوية وسط البرق والرعد ، تلك الرسالة التي ما زالت حية بعد أن مرّت عليها قرون عديدة ؛ وإلى الأسفل قليلا نجد المغارة التي قضى فيها موسى عليهالسلام أربعين يوما وليلة في الصحراء بين يدي الله وبحمايته الحانية بعد أن أوحى إليه ، وفي الأمام هناك حوريب حيث تلقى موسى رسالته السماوية ، وهو جاث على ركبتيه أمام العليقة المشتعلة ، وكنت أرى على بعد خطوات مغارة أخرى رأى فيها إيلياElie أحد أعظم أنبياء بني إسرائيل ، رؤياه التي تعد إحدى أكثر الرؤى التي تتحدث عنها الكتب المقدسة رعبا. لنستمع إلى المؤرخ الجليل الذي يحكي تلك الرؤيا ، ولن نعرف كيف نعبر عن الإحساسات / ٧٢ / المؤثرة التي تسيطر على النفس في أثناء ذلك ، دون أن نستشهد بعبارات المؤرخ نفسه ؛ لأننا هنا نكتشف ونشعر أن تلك العبارات موحاة ، إن لم تكن قد كتبت في هذا المكان ، وأن كلا منها يحمل سمة هذا المكان الرائع." مشى إيليا أربعين يوما ، وأربعين ليلة ، حتى وصل إلى جبل حوريب ، الجبل الذي تجلت عليه الذات الإلهية ، وهناك دخل مغارة في الجبل ، حيث بات الليلة فيها ، ثم أوحى إليه الباقي ، وقال له : " أخرج وقف على الجبل أمام الرب. وإذا بالرب عابر ، وريح عظيمة وشديدة قد شقّت الجبال ، وكسرت الصخور أمام الرب ، ولم يكن الربّ في الريح. وبعد الريح زلزلة ، ولم يكن الربّ في الزلزلة. وبعد الزلزلة نار ، ولم يكن الربّ في النار. وبعد النار صوت منخفض خفيف. فلمّا سمع إيليا لفّ وجهه بردائه ، وخرج ، ووقف في باب المغارة. وإذا