وما ينفع الإنسان بنيان قبره |
|
إذا كان فيه جسمه يتهدم |
يمسي ويصبح والأشواق تغره |
|
ولا طمع في الدنيا وليس منهدم (١) |
موعظة : نظر سليمان بن عبد الملك إلى وجهه في المرآة فقال أنا الملك الشاب فقالت له إحدى جواريه :
ليس فيما بدا لنا منك عيب |
|
قد علمناه غير أنك فإني |
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى |
|
غير أن لا بقاء للإنسان |
وقال ابن غانم :
أنوح على ذهاب العمر مني |
|
وحقي أن أنوح وأن أنادي |
واندب كلما عاينت ركبّا |
|
حدا بهم لو شك البين حادي |
يعنفني العذول إذا رآني |
|
وقد ألبست أثواب الحداد |
فقلت له اتعظ بلسان حالي |
|
فإني قد نصحتك باجتهاد |
وما من شاهد في الكون إلا |
|
عليه من شهود الغيب بادي |
فكم من رائح فيه وغاد |
|
ينادي من دنو أو بعاد |
لقد أسمعت لو ناديت حيّا |
|
ولكن لا حياة لمن تنادي |
وقال غيره :
إذا اشتد شوقي جئت قبرك زائرّا |
|
أنوح وأبكي لأراك مجاوبي |
فيا ساكن الغبراء علمتني البكا |
|
وبعدك انساني جميع مصابي |
لطيفة : قال الشيخ محيي الدين بن عربي في كتابه المسامرة : لكل مقال مجال (٢) أخبرني أحمد بن مسعود بن شداد المقري بالموصل قال كان لي صاحب يقال له علي الذهاب وكان يمر بي كل ليلة بعد مضي هذيع من الليل وأنا بهذه المنظرة على شاطىء دجلة ، فنادى يا زكي وأقول لبيك.
فيقول وما أحسن ما قال :
بالله يا ركب الحجاز تحملوا |
|
مني تحية مغرم ومشتاق |
وقفوا على شط الفرات وخبروا |
|
إني قتيل محاجر الأحداق |
فلم يلبث أن مات ، فرأيته في منامي فقلت يا علي ما أحسن ما كنت تأتيني به في
__________________
(١) سقط من أ.
(٢) في ب [ولكل حال].