عير يمر بالعصب ويعترض قباء يمينّا فيدخل الشدقاء والبستان ثم يخرج إلى العليقة ثم يمر بصرارة شاهين ثم يشارك سيل وادي بطحان المعروف بأبي (١) جيده من غربي القصيبة في قبلي المصلى وسيل بطحان يأتي من (٢) على سبعة أميال من المدينة يمر بالصيحاني المعروف بأم عشرة ثم بجفاف ثم بالقصاة بالفاء وهو موضع في غربي الماجشونية ثم بالمصلى ومساجد الفتح ثم بالغابة وينتهي مع السيول إلى البحر ومن محاسن حدائق قباء العليقة بضم العين المهملة وفتح اللام تصغير علقة بالضم وهو منتزه بديع في حدة حسن وبمحاسنه يذهب عن القلب الحزن عليه من بهاء البدر نور وضوء الشمس يكسوه الشعاعا وماؤه العذب في أقصى درجات الحلى وهواؤه الرطب من أطيب ما تشتهيه الملاء وبالجملة فكل هاتيك الحدائق ذات رياض وحياض وأشجار وأزهار.
ومن رام لي بها اللوى حينا |
|
وصفا لي فيها الهوى والهواء |
وثنت نحوها الثنية قلبا |
|
قلبا تستخفه الأهواء |
وما أحسن ما قال |
|
ولكل مقام مقال |
ليس النزاهة في المنازل كلها |
|
من سائر الأقطار والأمصار |
إلا (٣) إذا ما كنت وسط حديقة |
|
إن الحدائق نزهة الأبصار |
ولله در القائل :
يا من يلوم على الهوى |
|
دعني فشأنك غير سأني |
لا يشغلك (٤) غير ما |
|
تهوى فكل العيش فاني |
وقال آخر :
يعنفني أهل البلاغة حيثما |
|
تغزلت في الغزلان عن أبلغ القال (٥) |
وينهون مثلي عن عكوفي على الهوى |
|
أليس هوى أهل الهوى مقتضى الحال |
وقال :
لا تلمني على الوقوف بدار |
|
أهلها طير والغرام ضجيعي |
جعلوا لي إلى (٦) هواهم سبيلا |
|
ثم سدوا علي باب الرجوع |
وخلف هذه الحديقة من جانب الشمال حديقة مورقة الأشجار مونقة الثمار
__________________
(١) في ب [بابن].
(٢) سقط من ب.
(٣) سقط من ب.
(٤) في ب [لا يشغلنك].
(٥) في ب [الغال].
(٦) سقط من ب.