تنقل مصادر تاريخية وأدبية مختلفة أن مكتبة «بريل» في مدينة «ليدن» بهولندا ، اشترت في عام ١٨٨٣ م أكثر من ٦٠٠ مخطوطة من العالم العربي المسلم «أمين بن حسن المدني (١) فمن هذه الشخصية التي قامت بنقل هذه المخطوطات إلى ذلك البلد الأوروبي؟ وما هي العوامل التي دفعتها للقيام بمثل هذا العمل؟ وما قيمة هذه المخطوطات العلمية التي تم شراؤها من قبل هذه المكتبة التي اشتهرت بقسمها العربي المختص ونشر الكتب والمخطوطات العربية منذ عام ١٨٨٣ م؟.
شخصية أمين بن حسن الحلواني المدني
يشير مؤرخ المدينة المنورة في القرن الثاني عشر «عبد الرحمن الأنصاري» إلى هجرة أسرة تدعى بأسرة «الحلواني» من «الهند» إلى «المدينة» في تلك الحقبة التاريخية ، حيث قدم الشيخ «محمد أمين الهندي الكشميري الحلواني» سنة ١١٤٠ ه ، ويصفه الأنصارى قائلا : «وكان رجلا ، كاملا ، عاقلا ، صاحب ثروة» (٢)
ولا أعلم إذا ما كانت الشخصية التي نحن بصددها تنتمي إلى هذه الأسرة أم لا؟ كما أنه ليس من دليل يؤكد أو ينفي انتماءه إلى الأسرة التي تحمل الاسم نفسه في الوقت الحاضر ، والتي ما زال عدد من أفرادها يعيش في المدينة المنورة.
أما «أمين الحلواني» فلا نجد خيرا من «محب الدين الخطيب» ـ رحمهالله ـ ليحدثنا عنه وعن اتجاهه العلمي وإنتاجه الأدبي حديثا مفصلا في تحقيقه للكتاب الذي اختصره «الحلواني» وهو «مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود» (٣) لعثمان بن سند البصري الوائلي (٤) ، يقول «الخطيب» في حديثه عن «الحلواني» : (عالم من أهل المدينة ، كان والده من أعيانها وأفاضلها حتى أن «الشريف عبد الله بن عون» (٥) أمير مكة ، أوفده في سنة ١٢٧٩ ه إلى أمير نجد «فيصل بن تركي» (٦) ، لينصح له بإعادة الخراج