تحفة الدهر ونفحة الزهر في أعيان المدينة من أهل العصر
لعمر بن عبد السلام الداغستاني
** يعتبر كتاب
التحفة أحد المصادر التي اهتمت بأدباء المدينة المنورة خلال القرن
الثاني عشر الهجري ، إلا أن نسبة هذا الكتاب لمؤلفه المعروف عمر بن عبد السلام
الداغستاني قضية اختلف حولها بعض الذين تعرضت دراساتهم لهذا المؤلف ،
ومن بينهم الدكتور صلاح الدين المنجد الذي نسب الكتاب بعد اطلاعه على نسخة منه في جامعة كمبردج لمؤلف آخر ، هو محمد بن خليل المرادي «١١٧٣ ه ـ ١٢٠٦ م»
وتبعه ـ في ذلك ـ كل من عمر كحالة وأسامة العانوتي.
ولقد رجعت إلى
نسخة «كمبردج» التي كانت سببا في هذا الاختلاف المتصل بنسبة الكتاب إلى أكثر من
مؤلف واحد ، وفي هذه النسخة الخطية من الكتاب نجد اسم «الداغستاني» ورد فيها كناسخ
له ، بينما نسب تأليف الكتاب إلى «المرادي» إلا أن النسخ الخطية الأخرى من الكتاب
اتفقت على نسبة الكتاب للداغستاني.
***
الكتاب بين
الداغستاني والمرادي :
وتفسير ذلك أن
المرادي كان في فترة القرن الثاني عشر يعمل على تأليف كتابه المعروف «سلك الدرر»
والمتخصص في تراجم أدباء وشعراء البلاد العربية ، وكان كما يذكر الدكتور إسحاق
الحسيني يقوم ـ أيضا ـ بمراسلة رجال الفكر والأدب ، وحثهم على
تزويده بما يحتاج من معلومات ، ومن بينهم العالم اليمني السيد محمد مرتضى الزبيدي الذي كان على صلة وثيقة بأدباء المدينة المنورة ، في تلك
الحقبة فيفترض أن «الزبيدي» قام بتقديم نسخة من كتاب «التحفة» للمرادي ، فتوهم من
اطلع على الكتاب أنه من تأليف «المرادي» فقام بنسخه ، ونسبه إليه ، وهذا الافتراض
يدفعنا إليه تلك الدلائل الأكيدة التي تقوم على صحة نسبه الكتاب للداغستاني.