سيدنا عثمان بن
عفان ـ رضياللهعنه ـ يروي «الخليفتي» عن «ابن زبالة» أنه ـ رضياللهعنه ـ دفن بمقبرة كان اشتراها وزادها وهي التي تسمى «حشّ كوكب»
وينقل عن «المراغي» تحديده لهذا المصطلح بأن «الحش» هو : البستان و «كوكب» اسم
امرأة ، وأن الناس كانوا يتوقفون أن يدفنوا موتاهم فيه ، فكان عثمان ـ رضياللهعنه ـ يقول : «يوشك أن يهلك رجل صالح ، فيدفن هناك ، فيتأسّى
به الناس» قال : فكان هو أول من دفن به.
** ويخصص «الخليفتي»
الباب الرابع للحديث عن مساجد المدينة المنورة ، والآبار المعلومة بها ، فأول
المساجد مصلاه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الذي لازمه في العيدين ، وينقل قول المؤرخ «المطري» : لم
يعرف من المساجد ، التي ذكرها لصلاة العيد إلا هذا المسجد الذي يصلى فيه اليوم ،
ومسجد شماليه وسط الحديقة المعروفة «بالعريضية» المتصلة بقبة عين الأزرق ، ويعرف ـ اليوم ـ بمسجد سيدنا
أبي بكر الصديق ـ رضياللهعنه.
ثم يعقب المؤلف
قائلا : ومسجد كبير شمالي الحديقة متصل بها يسمى بمسجد سيدنا علي ـ رضياللهعنه ـ ولم يرد أنه ـ رضياللهعنه ـ أي : عليّ صلى بالمدينة عيدا في خلافته ، فتكون هذه
المساجد الموجودة ـ اليوم ـ من الأماكن التي صلى فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة العيد ، سنة بعد سنة ، وعيدا بعد عيد إذ لا يختص أبو
بكر وعلي ـ رضياللهعنهما ـ بمسجدين لأنفسهما ، ويتركان المسجد الذي صلى فيه النبي صلىاللهعليهوسلم.
وينقل عن مؤرخ
المدينة «السمهودي» قوله في الوفاء : «إن رسمهما بحيث يعلمان أنهما مآثر ومساجد
كانت في زمن الخليفة ـ عمر بن عبد العزيز ـ رضياللهعنه.
ثم يتحدث المؤلف
عن مسجد قباء وفضل زيارته ، تأسيا بالنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويذكر أن أول من بنى هذا المسجد بعد بناء رسول الله صلىاللهعليهوسلم هو : عمر بن عبد العزيز رضياللهعنه ـ في زمن الوليد ، ثم جدد عمارته «جمال الدين الأصفهاني»
وزير «ابن زنكي» أحد ملوك بلاد الموصل سنة ٥٥٥ ه ، وجدده كذلك : الناصر بن قلاوون
سنة ٧٣٣ ه.
وبعد مسجد قباء
يأتي المؤلف على ذكر عدد من المساجد ، منها : مسجد الجمعة ويسمى ـ أيضا ـ بمسجد الوادي ، ومسجد الفضيخ ، ويعرف ـ