المدفون بجدة ،
المشهور بالمظلوم وتلك الفتنة الكلام على تفصيلها طويل».
وأشار «دحلان» في
مصدر آخر ، إلى عواقب هذه الفتنة ، وذلك عند ترجمته للسيد محمد بن عبد الرسول
البرزنجي. ومن أولاده : السيد عبد الكريم المدفون بجدة المشهور بالمظلوم ، وسبب
ذلك أنه في سنة ١١٣٣ ـ ثلاث وثلاثين ومئة وألف ، في دولة الشريف مبارك بن أحمد بن
زيد ـ أمير مكة ـ وقعت فتنة بين أهل المدينة وأغوات الحرم ، ووقع فيها قتال يوما
وبعض يوم ، وانتشر فساد وشر كثير ، ثم عرض ذلك على الدولة العلية ، وذكروا أن
السيد المذكور ، وولده السيد حسن ، وبعض أعيان أهل المدينة حرضوا الناس في تلك
الفتنة ، فصدر الأمر من الدولة العلية بقتل بعض الأشخاص ، ونفي آخرين ، وكان السيد
عبد الكريم المذكور من جملة المأمور بقتلهم ، وكذلك ولده السيد حسن».
وأورد الأنصاري في
كتابه «التحفة» إشارات موجزة عن هذه الفتنة ، عند ترجمته لبعض وجهاء
المدينة في فترة القرن الثاني عشر الهجري ، والذين كانوا طرفا في هذه الواقعة ،
فنجده ـ مثلا ـ يقول عند حديثه عن بيت العادلي أو بيت أبي العزم ، كما هو مشهور
عنهم : «فأما السيد حسن
فمولده سنة ١٠٩٩ ه ، وخرج من المدينة المنورة مختفيا في الفتنة المذكورة أعلاه ـ أي
: فتنة العهد ودخل مصر المحروسة ، وبقي مختفيا بها في بيت السيد محمد النحال ، إلى
أن توفي سنة ١١٨٤ ه ، وله تصانيف ورسائل وخطب وغير ذلك».
وتؤكد بعض المصادر
التي عنيت بتاريخ جدة ، في القرن الثاني عشر الهجري ، ومنها كتاب الحضراوي الذي تولى نشره الشيخ حمد الجاسر في مجلة العرب وجود قبر عبد الكريم البرزنجي في ناحية مدينة جدة ، يقول
الحضراوي في هذا الشأن : «وبها ـ أي بجدة ـ قبر الإمام الشهير المعروف بالمظلوم ،
وهو أحد أجداد السيد جعفر البرزنجي ، واسمه : السيد عبد الكريم ابن السيد محمد بن
عبد الرسول البرزنجي».
ويرى المؤرخ السيد
عبيد عبد الله مدني ـ رحمهالله ـ أن فتنة العهد كانت سببا لفتن أخرى أعقبتها ، ومآس عديدة
نتجت عن رواسبها ، وكان ميدان هذه الفتن جميعا هو المدينة التي حرمها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ودعا