وزنا ، فهم الآن ضعفة متضعّفون ، دأبهم الكراء والسرقات) انتهى بنصه ولكن يظهر أن في الكلام نقصا ، وأنه يقصد قوم عنتر ، وهم عبس ، إذ ذكر بعد ذلك قبيلة هتيم ، ووصفهم بالضّعة ، وهم من بقايا عبس ، كما أوضحت في مكان آخر (١).
أما قبيلة بلىّ فهي قبيلة قوية ، متماسكة ليست مفرقة ، ولها منزلتها بين القبائل العربية.
ولعل تسمية هذا الموضع باسم الشّربّة (٢) والعلم السعدي ناشيء عن توهّم أن وادي عنتر منسوب إلى عنترة العبسيّ الذي يكثر في الشعر المنسوب إليه ذكر الشّربة والعلم السعديّ ، وهذا خطأ ، فلا صلة لهذا الوادي بعنترة العبسي ، والشّربّة والعلم ليستا في هذه الجهات بل في عالية نجد. وعنتر كان يعيش في بلاد قومه في نجد.
عنز : ـ على اسم الحيوان المعروف ، قال الطّرمّاح :
ونحن حصدنا يوم أحجار ضرغد |
|
بقمرة عنز نهشلا أيّما حصد (٣) |
يفهم من هذا أنّ عنزا هذه غير بعيدة من ضرغد ، أي في بلاد طيّء الموالية لحرة ضرغد. وهذا ينطبق على جبل لا يزال معروفا ، يقع غير بعيد من الطرف الشمالي الشرقي للحرة ، غرب روضة التّنهات وجبل العرقوب ، وجنوب منهل العباسية الواقع في الطرف الجنوبي من جبال محجّر (المسمى الآن) وشرق جبل الخنذوة ، وهو واقع
__________________
(١) انظر عن هتيم كتاب «فى شمال غرب الجزيرة».
(٢) وردت فى مطبوعة «درر الفوائد المنظمة» : الشرنبة ، ولا شك أن المقصود الشربة التي يذكرها عنترة فى شعره.
(٣) «ديوانه» ١٨٥ وفيه : (قمرة عنز : اسم موضع). وأخشى أن يكون الاسم مصحفا.