درك المصريين ، ودرك السادة الحسنيّين (١) ، فهي أول دركهم من جهة الحجاز وآخر دركهم من جهة مصر ، وبه يرد أولاد الطّواف (٢) من أهل مكة للقاء الحاج ، معهم ماء زمزم ، فيدورون الخيام لأكابر الدنيا ، فيتعين كل واحد لشخص ليكون دليله إذا ورد الحرم. انتهى.
ويظهر أنها هي التي قال عنها الجزيري (٣) : عقبة سوداء الحجر ، وعرة تدعى الحريرة ـ تصغير الحرة ـ منها يكون ملاقاة خيل صاحب ينبع لأمير الحاج ، صحبة من يعتمد عليه من جماعته ، لأجل حراسة الوفد بدركه. انتهى.
وقال غيرهما : إنها حد درك قبيلة بليّ وحد درك قبيلة جهينة ، فما شمالها فهو في درك قبيلة بليّ ، وما جنوبها في درك قبيلة جهينة.
وقال العياشي في رحلته (٤) ـ بعد ذكر أكره فالدركين ـ : ولم نبت إلا بقرب العقبة السوداء وهي عقبة صغيرة في أرض سوداء ذات أحجار وأشجار ، ويقال : إنها أول أرض الحجاز ، ولا يبعد ذلك ، فإن من هنالك تخالف الأرض ما قبلها. وتباين الجبال ما سواها ، ويشتد شبهها بجبال الحجاز السود ، ويتقوّى الحرّ ، وتسترمل الأرض انتهى.
__________________
(١) بين الدركين ـ قال ابن عبد السلام الدرعى : يعنون بالدرك الكفالة والضمان. وذكر العياشى فى رحلته (العرب : ١٢ ـ ٨٠) : وإنما سمى بذلك لأنه بين درك أعراب مصر وأعراب الحجاز ، فإن ما بعده من عمل الحجاز وبه درك أصحابه) وقال ابن عبد السلام (العرب ١٠ ـ ٤٨) : ثم منه ـ يعنى اكره ـ ونزلنا بين الدركين حسبما تسميه المغاربة ، وأهل مصر الحنك ، والأعراب عكلة ، وهذه أول بلاد جهينة ثم ذكر للعامة تعليلا غريبا فى هذه التسمية لا داعى لذكره لسخافته.
(٢) كذا ويقصد (المطوفين).
(٣) درر الفوائد : ٥٢٨.
(٤): «العرب» ١٢ ـ ٨١.