كذبت ما ينفس عميرة علينا الغنم والظّفر ، أما خاصّته فأنا لها جار ، وعتيبة رأس بني يربوع يومئذ ، قال فسمعت ما قال الرجلان ، فوقفت حتى أدركوني وقد خشيت لغط القوم ، مخافة أن ينذروا بأنفسهم ، حتى إذا كنا حيث اطلع الطريق من ذي طلوح وقفنا وأمسكنا بحكمات الخيل ، ثم بعثنا طليعة أخرى فأتانا فأخبرنا أنهم بالطلحتين ، نزول بأسفل وادي ذي طلوح ، فمكثنا حتى إذا برق الصبح ركبنا وركب القوم واستعدوا للغارة.
وقد كان أبجر حين مرّوا بسفار قال للحوفزان : تعلم أني لأظنّ عميرة قد دهانا واني لأعرف هذا النّوى؟ قال الحوفزان : ما كان ليفعل : قال : فدفعنا الخيل عليهم وهم يريدون أن يغيروا فكنت أول فارس طلع فناديت : يا أبجر هلمّ إليّ. قال : من أنت؟ قلت : عميرة قال : كذبت. فسفرت عن وجهي فعرفني ، فنزل عن فرس كان مركبا عليها ـ المركب الذى يركب فرس غيره ويغزو عليه فله نصف الغنيمة وعلىّ ملاءة لي حمراء ، فطرحتها ثم جلس عليها وقد قال لي قبل أن يجيء : إني مركب قلت : فتعال على ذلك ، وتحتي فرس لأبي مليل قال : فأقبل وما نظر إلى ذلك قال : وأخذ الجيش كلّهم فلم يفلت منهم أحد غير شيخ من بني شيبان. انتهى ملخصا.
وفي الكلام ما يفهم منه أن ذا طلوح يقع جنوب وادي كريب ، المعروف الآن باسم كريم ، وكذا وادي الأجردي ، وقد أوردت النّصّ بطوله لورود اسماء مواضع أخرى فيه : القسومية والينسوعة والطلحتين ، وفي نصّ آخر في النقائض : ذكر بقرب هذه المواضع : حومل والخبراء مما يدل على قربهما من ذي طلوح.