عن بعض رواته : ـ إنّي لبوادي الهمج إلى يديع ، ما شعرت إلا ببني سعد يحملون الظّعن وهم هاربون ، فلقيت رأسهم وبربن عليم فقال : سارت إلينا جموع محمد قبل أن نأخذ للحرب أهبتها وقد أخذوا رسولا لنا ، بعثناه إلى خيبر ، فأخبرهم خبرنا. فقلت له : إنّي أرى أمر محمد قد غلظ ، وهو سائر إلى خيبر. فقال وبر : لا تخش ذلك ، إنّ بها رجالا وحصونا منيعة ، وماء واتنا (١) لادنا منهم محمد أبدا وما أحراهم أن يغزوه في عقر داره. انتهى ملخصا.
فهذا نص على أن الهمج واد ، وأنه بقرب يديع. وإذن فهو فى جنوب الحرة ، بقرب الحويّط ، ولا صلة له بوادي القرى.
وهذا الوادي لا يزال معروفا ، إنه أعلى وادي الرّقم (الرقب) يفيض في موقع قرية الرقم القديمة (العميرة).
ويحسن التنبيه إلى أن صاحب «الطبقات» ذكر أنّ هذه السرية لغزو بني سعد بن بكر ، وسعد بن بكر ـ عند الاطلاق ـ ينصرف إلى أظآر النبي صلىاللهعليهوسلم ـ الذين أرضعوه ـ وهؤلاء بلادهم بقرب مكة والطائف ، فأية صلة لهم بفدك؟ أو بيهود خيبر. لا شك أن كلمة (بن بكر) خطأ ، وأن المقصود سعد بن ريث بن غطفان ، فاؤلئك هم أهل تلك البلاد ، وغطفان هم حلفاء اليهود وجيرانهم في خيبر. والواقدي ـ وهو شيخ ابن سعد صاحب «الطبقات» لم يذكر في «المعازي» عند سياق القصة (بن بكر) ولكن محقق الكتاب أخطأ أيضا فذكر في الفهرس (سعد بن بكر).
__________________
(١) واتن : دائم لا ينقطع.