المرّ ، ويطلق الاسم على عدد من المناهل في عصرنا ، لم أر لها ذكرا أما بفتح الميم فله معنى آخر.
قال في «معجم البلدان» : الهمج ـ بالتحريك ـ : ماء وعيون ، عليه نخل من المدينة ، من جهة وادي القرى ، انتهى.
وهذا في الحرة حرة خيبر ، كما يفهم من كلام ياقوت المتقدم في (أخثال) وإن كان يفهم من قوله (من المدينة) قربه منها ، ولكنهم كثيرا ما يعدّون منها ما يتبعها من حيث الولاية والسمهوديّ (١) : لما ذكره حذف كلمة (من المدينة) واكتفى بقول همج ـ محركة ـ ماء عيون عليه نخل ، من ناحية وادي القرى انتهى. أما الفيروزآباديّ الذي ينقل عن ياقوت فقال : همج ـ بالتحريك وهو في اللغة البعوض ويقال لأراذل الناس همج ـ : والهمج ماء وعيون عليه نخل من عمل المدينة ، من ناحية وادي القرى ـ انتهى والأص ل في كل ما تقدم كلام ياقوت ، وأوضح منه قول ابن سعد في «الطبقات» (٢) : الهمج ماء بين خيبر وفدك ، وبين فدك والمدينة ست ليال قاله في سياق خبر سريّة على بن أبي طالب إلى بني سعد بفدك سنة ست من الهجرة حين بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنهم يريدون أن يمدّوا يهود خيبر ، فبعث إليهم عليّا في مئة رجل ، فسار الليل ، وكمن النهار ، حتى انتهى إلى الهمج ـ وذكر ما تقدم ـ فوجدوا به رجلا فسألوه عن القوم فدلّهم ، فأغاروا عليهم ، فأخذوا خمس مئة بعير ، وألفى شاة ، وهربت بنو سعد بالظّعن ـ انتهى ملخصا.
وأورد الواقديّ في المغازي (٣) خبر هذه السرية ، ومما جاء في سياقه ـ
__________________
(١) «وفاء الوقاء».
(٢) ٢ ـ ٩٠ ط : بيروت.
(٣) ٥٦٢.