فهذا الشعر يدل على أن بلادهم بقرب السّوبان ، ومتالع الّلذين في شرق الصمان.
وقال البكري أيضا (١) : ذكر الرّياشيّ أنّ اللهيماء ماء لبني تميم ، ينزلها ناس من بني مجاشع ، وهناك أغار مجمّع بن هلال من بني تيم الله بن ثعلبة عليهم فقتل وأسر وغنم وقال :
وعاثرة يوم اللهيماء رعتها |
|
وقد ضمّها من داخل الخلب مجزع |
ومما تقدم يتضح أن القول بأنه ليس لبني مجاشع بالبادية إلا زرود ووقيط ـ قد يصح تطبيقه على عصر القائل ، وليس على اطلاقه.
أما القول بأن وقيطا بأعلى بلاد بني تميم إلى بلاد بني عامر فيتضح بطلانه أيضا من سياق خبر اليوم الذي جرى في ذلك الموضع ، وملخصه (٢) : أنّ اللهازم من بكر بن وائل ومعها بنو عجل وعنزة تجمعت للإغارة على بني تميم وهم غارّون ، فعلم بذلك ناشب بن بشامة العنبريّ وهو أسير في بني قيس من بكر ، فقال لهم : أعطوني رجلا أرسله إلى أهلي أوصيهم ببعض حاجتي وأنتم حضور ، فأتوه بغلام مولّد ، فقال : أتيتموني بأحمق. فقال الغلام : ما أنا أحمق ، فقال : إني أراك مجنونا ، فنفى عن نفسه الجنون. قال : أتعقل؟! قال : نعم إني لعاقل. قال : فالنّيرات أكثر أم الكواكب؟ قال : الكواكب وكل كثير. فملأ كفّه رملا وقال : كم في كفّى؟ قال لا أدري فإنه كثير. فأومأ إلى الشمس وقال : ما تلك؟ قال : الشمس. قال : ما أراك إلا عاقلا ، إذهب إلى قومي فابلغهم السلام ، وقل لهم :
__________________
(١) «معجم ما استعجم» ـ ـ اللهيماء ـ.
(٢) «النقائض» : ٣٠٥. و «الكامل فى التاريخ» لابن الأثير ١ ـ ٦٢٨ ط : بيروت.