ووصف البتنوني بلدة الوجه ـ سنة ١٣٢٧ ه بأنها قرية فيها نحو أربعين بيتا صغيرا ، وعدد أهلها لا يزيد عن ٥٠٠ نفس ، كلهم تقريبا عائلة واحدة تدعى (عائلة بديوي) وفيها ثلاثة مساجد ، يقصدها في أيام الجمعة كثير من العربان التي في ضواحيها من قبيلة بليّ. وكان لقرية الوجه أهمية عندما كان بمر بها ركب المحمل ، فقد كانت تنصب فيها الأسواق ، وتفرق فيها العوائد على العربان ، أمّا الآن فحياة أهلها من صيد الأسماك ، وتجارة السمن والأصواف والفحم الخشبيّ الذي يؤتي به من داخل البلاد ، وأغلب تجارتها مع السّويس ، ومنها تقوم في كل ١٥ يوما إحدى مراكب (الشركة الخديوية).
وزار فلبيي الوجه سنة ١٩٥١ ـ فقال عنها : (١) يقدر العارفون سكان الوجه ب ١٥٠٠ نسمة ، وبلدة الوجه اليوم أقل ثراء ورفاهية مما كانت عليه قبل الحرب العالمية الثانية ، عندما كانت ميناء للفحم الذي تزود به البواخر الخديوية ، وغيرها من السفن التجارية ، وقد حظر تصدير البضائع وخاصة السمن التي كانت أسواق مصر تطلبه بكثرة ، والشيء الوحيد الذي تصدره الوجه هو فحم الخشب ، يشحن على (السنابيك) في أكياس وزن الواحد منها قنطار ، ويباع في السويس ب ١٢٥ قرشا مصريا ، وكانت ميناء الوجه نشيطة في تصدير الأغنام ـ قبل حظر التصدير ـ إلى السويس.
ومدينة الوجه قسمان : أعلى وأسفل ، وفي كل قسم عدد من البيوت والأعلى بيوته أحسن ، وإن كانت أقل ، ويشرف على القسم الأسفل قلعة كبيرة ، فوق هضبة عالية فتبدو رائعة وإن لم أرها من الداخل ، ويحلها
__________________
(١) «أرض الأنبياء» : ٣٢٩.