عن الرياض بنحو ١٤٥٥ كيلا. وكان يدعى وادي الأزرق ، ولما نزله عرب السراحين منذ أكثر من مئتي سنة أصبح يعرف باسمهم ، والسرحان الذين نسب اليهم هذا الوادي قبيلة عريقة في القدم ، بطن من الاسبع من كلب بن وبرة. من قضاعة ، من القحطانية ، وتنسب إليهم عشيرة السراحين في قضاء بئر السبع الفلسطيني ، والهديبات في جبل الخليل. انتهى.
وتصف آن بلانت وادي السرحان بأنه منخفض فوضويّ غريب ، من المحتمل أنه قاع لبحر قديم ، مثل البحر الميت ، وهو هنا ـ عند بلدة كاف ـ ذو اثني عشر ميلا عرضا ، إذا كان لنا أن نحكم بالتلال التي نراها خلفه والتي هي بدون شكّ المرتفعات المقابلة للحوض ، وتوجد آبار عديدة عريضة وضحلة ، لأن ماءها على عمق ثمانية أقدام فقط من سطح الأرض ، والماء صالح للشرب ، وغير ممتاز ، وعبرنا بحيرة مالحة واسعة ، وهي الآن جافّة ، ومنها يجمع الملح للقوافل. وقالت : إن طريقنا يمتدّ على طول حافة الوادي ، نعبر أحيانا رؤوسا صخرية من من السهل الأعلى ، وأحيانا أخوارا من الوادي ، وكان ارتفاعها دائما نوعا ما واحدا (٢٢٥٠) قدما و (١٨٥٠) انخفاضا وهكذا يمكن أن تؤخذ هذه على أنها الارتفاعات المقابلة ل (الحماد) ووادي السرحان ، وبالإضافة إلى ذلك يوجد هنا وهناك تلال منعزلة بارتفاع يزيد بما يراوح بين ثلثمائة وأربعمائة قدم عن أي واحد منهما ، أرض صخرية صعبة متكسرة طول اليوم ، مكونة بصفة أساسية من رمال مع حصى ملحية منثورة عليها ، والنبات شحيح على الأرض المرتفعة ، ولكنه أوفر في التجويفات ، وفي وهدة متعرجة تمتد إلى الوادي وجدنا شجرات الغضا ، وغير ذلك لا شيء أكثر من أعشاب.