أسفل الوادي حائط فيه نخيل كثيفة لا يمكن للسيارة أن تمر بينها ، مع أن المسافة إلى مقنا الواقعة على سيف البحر لا تزيد على ميلين ، ومقنا تبعد عن البدع ١٨ ميلا فاضطررنا إلى الدوران مسافة أربعة أميال ، في منطقة وعرة ، أدّت بنا إلى بساتين للنخيل ، تبعد نحو نصف ميل عن القرية ذاتها وعند رأس المنحدر رأيت البحر وكان هادئا أزرق اللون ، في خليج العقبة ، ومن خلفه تمتد جبال سيناء العظيمة. وهنا عند أشجار النخيل وجدنا جدولا يتفرع من (عين الطيور) يجرى نحو الواحة ، ثم يتدفق في اتجاه البحر ، ولكنه لا يصل إليه. وعلى شاطىء البحر بستانان صغيران فيهما نخل ، يقطن أحدهما نفر من الناس ، فى أكواخ صغيرة ، أما سكان القرية فيسكنون في أكواخ مماثلة ، وأكبر هذه الأكواخ محاط بسياج خشبيّ لوقايته من الرياح ، عرفت فيما بعد أنه دار الحكومة ، وفيها ثمانية جنود ورئيسهم ، وهم المسيطرون على مقنا يقاتلون الذباب والبعوض عند الواحات ، ويقومون بأعمال الدورية على الشاطىء لمنع التهريب من المنطقة وإليها ، ولم أجد في القرية متاجر ولا غيرها من المرافق العامة ، وتنقل مؤنة أفراد الحامية عبر البحر ، في مراكب صغيرة (قطيرة) من ظبا ، وميناء القرية لا يصلح إلا لتلقي المراكب الشراعية (السنابيك) ويقع المرسى بين صخرتين واطئتين ، تتكسر عليهما ـ بكسل ـ امواج رقيقة من بحر هاديء.
والنخيل فى مقنا لبني عطية ، وهم اشتروها من مالكيها الاصليين وهم الفوايدة من بني عقبة. انتهى ملخصا.
مقناص : ـ بعد القاف الساكنة نون : قال ياقوت (١) ـ : موضع
__________________
(١) «معجم البلدان».