من الحجر المنحوت ، ودرجة أخرى توصل إلى علوّ الطبقة الثانية ، بحيث أن من صعد ذلك رأى الوادي جميعه ومحطّ الحاج ، وأحاط بما هنالك ، ولم يكن لباب القلعة ولا ل (الأوض) أبواب للغلق ، وأظنها كانت فأزيلت ، وعلى الباب حجران مكتوبان في أحدهما : (لا إله إلا الله) وفي الآخر أبيات بالتركية يقال : إنها تاريخ البناء ، وعلى جانبي الكتفين صورة أسد من نفس الحجارة ـ إلى أن قال بعد أن ذكر أنه لا ماء في تلك القلعة وما حولها :
وبجانب القلعة بركة مربّعة ، منسقة النواحي والأطراف ، لم ترعيني قبلها في الكبر مثلها ، ربما يبلغ طولها وعرضها مئة ذراع بذراع العمل تخمينا وحدسا ، وهي مبنية بالحجر من جنس ما بنيت به القلعة ، من لونه وكونه منحوتا ، وهي في الأرض ، بحيث إذا سال الوادي امتلأت فانتفع بها الحاج (١). وإلى جانبها علمان مرتفعان نحو سبعة أذرع مربّعان ، مبنيان بالحجارة ، بأعلاهما كوة تشبه المشكاة لكونها غير نافذة ، ليهتدي بها المارّون لذلك المورد انتهى مخلصا.
وقال السيد كبريت في رحلته (٢) : المعظم واد فيه قلعة عثمانية عمرت سنة ١٠٣١ غير أنه لم يكن بها ماء ، وذكر أن للبركة ٢٥ درجة وأورد السيد كبريت في رحلته في المعظم :
يا ذا المعظّم إنّ فيك لقسوة |
|
فلأي معنى قد سميت معظّما |
إنّ المعظّم من يغيث وفوده |
|
وأراك أفنيت الأنام من الظّما (٣) |
ووصف السنوسي منزلة المعظم ـ وقد مر بها أول هذا القرن فقال :
__________________
(١) شاهدت هذه البركة ووصفتها فى تعليقى على «الذهب المسبوك فى ذكر من حج من الملوك» للمقريزى عند الكلام على الملك المعظم. والكتاب منشور فى مجلة «الحج» التى كانت تصدر بمكة سنة ١٣٧٥.
(٢) ص ٢٣٥.
(٣) ١٣١