المعظّم : ـ على اسم المفعول من التعظيم كان من منازل الحج الشامى منذ أن أنشأ فيه الملك المعظم عيسى بن العادل محمد الأيوبي (٥٧٦ ـ ٦٢٤ ه) بركة لا تزال قائمة كانت تعرف ببركة المعظم ، وقبل إنشاء هذه البركة لا ذكر لمنزلة المعظم في الكتب التي تعرضت لوصف الطريق مما اطلعت عليه ، فإبراهيم بن شجاع الدمشقي الذي وصف هذا الطريق سنة ٦٢٤ عدّ المراحل التى بين الأخيضر وبين الحجر على هذا النحو ـ للقادم من دمشق : التاسعة عشر : بئر الأخيضر ، تلال رمل ، وحجارة وعقبة وجبال عالية ، وماء بئر ، العشرون : أسفل الحاكة ، بين جبلين بواد ضيّق ، وواسع ، بها أشجار ونبات وشوك وجبال عوال ، وبركة كبيرة ماء مطر ، أرض العرب من بليّ. الحادي والعشرون الأقارع : تلال وجبال ، يوجد بها ماء مطر. الثانية والعشرون الحجر : أرض ثمود. انتهى.
ثم أصبح المعظّم ـ بعد مد خط السكة الحديد ـ من محطات السكة المشهورة ، وله ذكر كثير في كتب الرحلات من الحجاز إلى الشام ، وهو الآن مأهول.
وقال الخياريّ (١) في وصف منزل المعظم ـ : وهو واد عذب هواؤه ، حلو ماؤه ، متسعة أنحاؤه ، اشتمل على قلعة محكمة البناء ، مبنية بالحجر المنحوت الأصفر المائل للحمرة ، بحيث يشبه الحجر الشّميسي وهي أحجار يبني بها أهل مكة دورهم سائر بنائها من ذلك الحجر ـ وهي مشتملة على خمس (أوض) (٢) سفليّة ، ومثلها فوقها أو أزيد ، وفي كل جهة إيوان محكم العقد بالحجارة ، وللطبقة الثانية درجة
__________________
(١) «تحفة الأدباء» ٤٦.
(٢) أوض ـ جمع أوضة كلمة تركية معناها حجر ـ جمع حجرة.