وليس من المعقول أنهم انحدروا إلى العراق ثم اتجهوا بعد أن تجاوزوا الدهناء إلى الشام ، لأن هذا يذهب بهم بعيدا ، وطريق الجوشية هو الطريق القصد ، ولا يزال آمنا بالنسبة لهم.
وها هو تحديد فردة في عهدنا : هما فردتان تقعان في الطرف الشمالي الشرقي من سلسلة جبال المسمى (محجّر) الواقعة غرب أجا ، يفصل بين فردتين منخفض رمليّ ممتد من النفود ، يتجه صوب الغرب ثم ينقطع بقربهما والجنوبية منهما تدعى فردة الشّموس ، والغربية تدعى فردة النّظيم ، وهما رأسان بارزان من سلسلة جبال المسمى ، جبيلان منفردان وبقربهما منهل يدعى فردة. (وتقع فردة الشّموس بقرب الخط الطولي ١٢؟ ـ ٤٥؟ والعرضي ٣١؟ ـ ٢٧؟ وفردة النظيم : بقرب الخط الطولي ١٣؟ ـ ٤١؟ والعرضي ٣٢؟ ـ ٢٧؟)
الفرس : قال نصر ـ وعنه نقل ياقوت (١) ـ بضم الفاء وقيل بكسرها والسين مهملة ـ : واد بين المدينة وديار طيّء ، على طريق خيبر ، بين ضرغد وأول.
وأقول : الفرس ـ بالفاء المكسورة بعدها راء ساكنة ـ واد يقع شرق ضريغد مسراح الغنم ، وبقربه أول ، وهذا ينطبق تمام الإنطباق على ما ذكر ياقوت ، وهذا الوادي ينحدر من جبل يدعى الفرس ومن جبل أول وما حولهما ، ويتجه جنوبا ، ويجتمع مع أودية كثيرة تفيض كلها في وادي الرّمة شرق الحليفة وشرق بئر معرش.
وفي الفرس ماء بهذا الاسم من مياه بني رشيد للهدبان منهم ـ
__________________
(١) «معجم البلدان».