عيلان ، وبلادهم كانت تحيط بشرقي المدينة. وتنتشر في الحرار الشرقية منها ، وفي الأودية المنحدرة من تلك الحرار شرقا إلى قرب بلاد طيّء والتي تفيض في وادي الرّمة. ولا شك أنه أخذ طريق خيبر فتيماء ، ثم عطف من طريقها المتجه إلى بلاد طيّء حيث يمر بماء فردة التي لجرم من طيّء بغرب الجبلين المعروفين الآن بهذا الاسم وهناك قضى نحبه ـ رضياللهعنه ـ ومن الناس من لا يرى هذا ويقول بأن قبر زيد الخيل معروف في هضاب فردات الواقعة جنوب قرية سميراء وممن يرى هذا الرأى الشيخ على الصالح السالم من علماء مدينة حائل (١) غير أنني لا أرى صحة هذا القول للأسباب الآتية :
١ ـ ذكر المتقدمون أن زيدا تنكب عن بلاد قيس ـ أي قيس عيلان ـ والذي يمر بقرب سميراء لا طريق له إلا بعد أن يجتاز بلاد بعض قبائل قيس عيلان ممن كان بينهم وبين زيد الخيل ثارات قديمة.
٢ ـ أنّ زيدا مات بفردة ـ مفردة ـ ماء لقبيلة جرم من طيّء ، وبلاد جرم هؤلاء تقع غرب بلاد طيّء.
٣ ـ أن وجود اسم موضع يدعى فردات ، وبقربه قبر مأثور لا يكفي دليلا على أن ذلك الموضع هو المقصود ، وأن القبر هو قبر زيد الخيل.
كما أنني لم أجد أحدا يعرف موضعا بقرب سميراء يدعى فردات.
٤ ـ أنّ سميراء وما بقربها كانت من منازل بني أسد ، وليست من بلاد جرم.
ويبقى الكلام على انطباق فردة التي قلنا إن أوصاف المتقدمين
__________________
(١) انظر العرب س ٣ ج ٦ الملحق ص ٢٥ ومادة (فردات).