ففي كتاب «الأماكن» للحازميّ ـ بعد إيراد ما سيأتي عن كتاب نصر وخبر موت زيد الخيل وأنه بفردة يقول (١) : (كذا ذكره جماعة أهل اللعة ، ووجدت بخط ابن الفرات مقيدا في غير موضع : قردة ـ بالقاف).
ثم بعد إيراد خبر سرية زيد بن حارثة حيث أصابت عير قريش على الفردة ماء من مياه نجد ، يقول : (كذا ضبطه ابن الفرات بفتح الفاء وكسر الراء. وقال موسى بن عقبة : وغزوة زيد بن حارثة بثنية القردة كذا ضبطه أبو نعيم بالقاف وهذا الباب فيه نظر ، وإلى الآن لم يتحقق لي فيه شىء) ومثل هذا الكلام في «معجم البلدان» (٢) غير أنه نسب عدم التحقق إلى أبي نعيم لا إلى الحازميّ الذي هو به اشبه ، ومنشأ هذا الاختلاف وجود موضعين في نجد أحدهما بالفاء والآخر بالقاف قال نصر في كتابه (٣) : (باب الفردة والقردة : أما بفتح الفاء وسكون الراء : موضع بين المدينة والشام ، انتهى إليه زيد بن حارثة لما بعثه رسول الله لاعتراض عير قريش ، وأيضا جبل : في ديار طيء ، يقال له فردة الشموس؟؟؟ ، وقيل ماء لجرم طيّء ، وهناك قبر زيد الخيل ، وأما بفتح القاف والراء : ماءة أسفل مياه الثّلبوت في الرّمّة لبني نعامة) لندع الكلام عن قردة ـ بالقاف ـ فمن عبارات المتقدمين نكاد نفهم أن التي في بلاد طيء فردة ـ بالفاء ـ وهي التي ذكرها لبيد. فماذا قالوا في نحديد هذه؟!
١ ـ فردة جبل منفرد عن سائر الجبال ، سمي بها لانفرادها عن الجبال (٤)
__________________
(١) مخطوطة لا للى فى اسطنبول.
(٢) الفردة.
(٣) الورقة ١١٨.
(٤) شرح المعلقات للزوزنى.