«روى ذلك كله أبو عُبيدٍ». ويشهد له ما في تهذيب الأزهري (١) : «قال اللِّحيانيّ : نَعِمَك اللهُ عينا ، ونَعِم الله بك عينا ، وأنعم الله بك عينا. وعن الفراء : قالوا : نزلوا (٢) منزِلاً يَنْعَمُهم ويُنْعِمهم ، أربعُ لغات (٣). وعن الكسائي كذلك».
و (التنعيم) : مصدر نعَّمه إذا تَرَّفه. وبه سُمّي (التنعيم) : وهو موضعٌ قريب من مكة عند مسجد عائشة رضي الله تعالى عنها.
والتركيب دالّ على اللين والطيب. منه : نَبْتٌ وشعْرٌ (ناعم) : أي لَيِّن وعيشٌ ناعمٌ طيّب. وبه سُمّي (ناعمٌ) أحد حصون خَيْبر.
و (النَّعامة) (٢٦٨ / أ) منه ، للين ريشها.
ومن ذلك (الأنْعام) للأزواج الثمانية ، إمّا للِين خَلْقها ، بخلاف الوحش ، وإمّا لأن أكثر نِعَمِ العرب منها ، وهو اسم مفرد اللفظ وإن كان مجموعَ المعنى ، ولذا ذُكِّر ضميرهُ في قوله تعالى : «وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» (٤). هكذا قال (٥) سيبويه في الكتاب ، وقرَّره السيرافيّ في شرحه. وعليه قوله في الصيد : «والذي يَحِلُّ من المستأنِس الأنعامُ وهو الإبل والبقر والغنم ، والدجاجُ» ألا ترى كيف قال : «هو» ولم يقل : «هي» ، والدجاجُ : رَفْعٌ عطفا على الأنعام لا على ما وقع تفسيرا له ، لأنه ليس منه. وعن الكسائي : «أن التذكير على تأويل ما في بطون ما ذكرنا ، كقول من قال :
__________________
(١) تهذيب اللغة ٣ / ١٠ بتصرف.
(٢) ع : ينزلون.
(٣) بعدها في ط : «بفتح العين وضمها وكسرها». وأثبتت في هامش الأصل اللغتان الأخريان أي بفتح الياء وكسر العين ، وبفتح الياء وضم العين.
(٤) المؤمنون : ٢١. وفي رواية حفص لقراءة عاصم : (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها.)
(٥) ع ، ط : قاله.