ذكر إن عمره يومئذ خمس وخمسون سنة ، وإنه أدرك الحلم في سنة سبع وثمانين وخمسمائة. تأدّب بأردستان (٣) على شهاب الدين أحمد الأردستاني (٤) ، وقرأ عليه كتب الأدب ، وقرأ عليه الفقه أيضا ، منها كتاب «الوجيز» للغزالي (٥).
قال محمد بن الحافظ بدل بن أبي المعمّر : أنشدني لنفسه في التاريخ ، في يوم الأربعاء سلخه (ب) : (البسيط).
إلام يسكن في الوادي ويرعاه |
|
ريم الفلا وسواد القلب مرعاه |
فليسكننّ ضلوعي فهي مرتعه |
|
وليشربنّ (ت) دموعي فهي سقياه |
في لحظه نافثات السّحر في عقد (ى) |
|
يقلن للنّاس إيّاكم وإيّاه |
رضابه الشّهد لكن سدّ (ج) مورده |
|
وخدّه الورد لكن عزّ مجناه |
كالشّمس وجنته والبدر غرّته |
|
والدعص أسفله والغصن أعلاه |
واتفق أن اجتمعت به في دار الحديث بإربل ، فأنشدنيها من لفظه وحفظه وزاد فيها :
من كان يزعم أنّ الدّرّ في صدف |
|
فلا أرى الدّر وهما (ح) أو أرى فاه |
ووجدت بخطه : «رضا به الشّهد لكن سدّ مورده». / ووجدت بخطه القطعة جميعها ، وفيها ما أتى ذكره بعد قوله : «كالشمس وجنته ...» البيت :
ولست أعرف درّا ضمّه صدف |
|
ما الدّرّ عندي إلا ما حكى فاه |
وتحت قوله «حكى» بخطه : «اي زين».
سئلت أيّ بديع من محاسنه |
|
أحلى إليك وأشهى ، قلت : عيناه |
وأنفه وثناياه وحاجبه |
|
وصدغه وعذاراه وخدّاه |