لبّى دعوتهم. وحدثني أنّ الفرنج نزلوها في شوال من سنة ست وعشرين وستمائة ، وملكهم البرشنوني (٤). وكان ابن هود (٥) لمّا استولى على الأندلس خاف صاحب ميورقة ، وهو أبو يحيى (٦) على ميورقة من أجنادها ـ وكانوا من الأندلس ـ فقتل منهم خلقا ، وهرب من هرب إلى الجبال والحصون ، وخلت المدينة من كثير من أهلها ، فنزل عليها البر شنوني وحاصرها في شوال سنة ست وعشرين وستمائة ، وتسلّمها في أول يوم من شهر ينّير (٧) من سنة سبع وعشرين وستمائة.
أنشدنا لنفسه في أواخر ذي القعدة من سنة سبع وعشرين وستمائة : (الكامل)
يا ماجدا يجلي بغرّة وجهه |
|
سدف الخطوب على القلوب فتنجلي |
ومعوّدا قبض اليمين وبسطها |
|
إسداء عارفة وجلوة مشكل |
وابن الأكابر كابرا عن كابر |
|
لم يخط (أ) آخرهم طريق الأول |
يا أيّها الحبر السّنيّ المرتضى |
|
من محتد الشّرف الفصيح الأطول |
قوله : «الفصيح» من المعاظلة (ب) مع ما قبله وما بعده.
كانت لعبدك في لقائك بشرة |
|
يرجو ادامتها مع المستقبل |
وعليك بعد الله معتمدي بها |
|
ونداك يمحو كلّ خطب معضل |
وإذا توسّم للعظيم بفضله |
|
نجحت لديه مطالب المتوسّل |
وأنشدنا ، قال : أنشدنا الامام المحقّق ، بقيّة السّلف فخر الدين أبو الحسن علي (٨) أبن أحمد / الحرّالي (ت) التجيبي الأندلسي ، ثم المراكشي ، لنفسه بمحروسة القاهرة في جارية له سوداء اسمها «رشيقة» : (الكامل)
وهويت نجلاء العيون غريرة |
|
لا تنثني نحو الوصال توحّشا |
مثل الغزالة نالها صيّادها |
|
فلها نفار جهالة عمّا يشا |