وأنشدنا ، قال : أنشدنا الشيخ الفاضل المعمّر أبو عيسى لبّ بن محمد (٢٠) ، قال : أنشدني الفاضل أبو إسحاق بن خفاجة (٢١) الجزيري ـ جزيرة شقر من الأندلس ـ لنفسه : (الكامل)
وعشيّ أنس أضجعتني نشوة (أض) |
|
فيه تمهّد مضجعي وتدمّث |
خلعت عليّ بها الأراكة ظلّها |
|
والغصن يصغي والحمام يحدّث |
والشّمس تجنح للغروب مريضة |
|
والرّعد يرقي (أط) والغمامة تنفث |
وأنشدني ، قال : أنشدني لنفسه أيضا ، وعنه : (السريع)
يدير للأعين من وجهه |
|
كعبة حسن حيث ما دارا |
ولي به عين مجوسيّة |
|
تعبد من وجنته نارا |
وأنشدني ، قال : أنشدني له أيضا ، وعنه : (الخفيف)
كلّما مرّ قاصرا من خطاه |
|
يتهادى كما يمرّ الغمام |
سلّم الغصن والكثيب علينا |
|
فعلى الغصن والكثيب السّلام |
وعنه بالسّند المذكور : (الطويل)
تعلّقته (أظ) ريّان (أع) من خمر ريقه |
|
له رشفها دوني ولي دونه السّكر |
ترقرق ماء مقلتاي ووجهه |
|
ويذكي على قلبي ووجنته الخمر (أغ) |
فلي وله من وجهه ومدامعي |
|
على وجهه روض وفي وجنتي نهر (أف) |
ولا عجب إن فاح نشرا وهذه |
|
محاسنه في غصن قامته زهر (أق) |
أرقّ نسيبي فيه رقّة حسنه (أق) |
|
فلم أدر (أيّ) منهما قبلها السّحر (أل) |
/ وطبنا معا شعرا وثغرا كأنّما |
|
له منطقي ثغر ولي ثغره شعر |
وأنشدني ، قال : أنشدني الإمام السيد الفاضل الثقة ، أبو علي عمر