أبو البقاء أبن هدّاب (٣) لنفسه : (السريع)
لله من قصّر لي ليلة |
|
كانت من الهجران كالرّمح |
لم يأت وجه الليل في سدفة (ص) |
|
إلّا ووافى قدم الصّبح |
وأنشدنا ، قال : أنشدنا خالي لنفسه : (البسيط)
تكاد أطراف ليلي تلتقي قصرا |
|
إذا التقينا ولم نبدأ بتسليم |
وإن نأت عادت السّاعات أزمنة |
|
كأنّ ربّ العلا أوحى بأن دومي |
وحدثني ، قال : حدثني خالي ، قال : كنت أغشى مجلس أبي الحسن بن منير (ض) للقراءة عليه مع الجماعة بحلب ، قال فقرأ عليه إنسان : «كليني لهم يا أميمة ناصب» (ط) فصحّفه وقال «كليبتي لهم يا أميمة باضت». فقال له ابن منير : «ويحك ، أما علمت أنّ كل سكّاء (ظ) تبيض ، وكلّ ذات أذنين تحيض؟!» ، فقال بعض من حضر : «والله لقد انتفعنا بتصحيفه أكثر مما انتفعنا بصحيحه».
وجدت في مشيخة ابن سويدة (٤) التّكريتي (ع) بخطه (غ) : «أخبرنا صديقنا أبو الفرج الحسن بن الحسن (ف) بن هدّاب (٥) البغدادي مولدا ، النابلسي (ف) أصلا ودارا ، قال : «عليك بالاصطبار / على مرارات القدر ، وعوارض الفكر ، وقصّر من ألحاظك ، وأقل من ألفاظك ، واستحيي من حفّاظك (ق) ، لعلك تنجو من النار. إذا نبع الماء من العين فاشرب ، ولا تخوضنّه (ك) فيتكدّر» وأنشد : (الكامل)
الماء أعذب ما يكون إذا جرى |
|
فإذا أقام بموضع لم يعذب |
فتصعّبت فهجرتها وجميع ما |
|
سهّلته فكأنّه لم يصعب |
وأنا امرؤ لي مذهب ، لكنّني |
|
دون البريّة أوحد في مذهبي (ل) |
لو ملّني الماء الذي لا بدّ لي |
|
من شربه لسئمته لم أشرب |