لأم سليم (٨٥) يقال له أبو عمير ، كان النبيّ صلّى الله عليه وسلم يمازحه اذا دخل على أم سليم. فدخل يوما فوجده حزينا ، فقال ما لأبي عمير؟ قالوا : يا رسول الله مات نغره (ألا) الذي كان يلعب به. فجعل يقول : «يا أبا عمير ما فعل النّغير؟» (أى) هذا حديث صحيح ، وقد اخرجه أبو عبد الرحمن النسائي عن عمران بن بكّار (٨٦) الحمصي ، عن الحسن بن خمير الحرازي (٨٧) عن الجرّاح بن مليح (٨٨) عن شعبة (ب ب) عن محمد بن قيس (٨٩) عن حميد عن أنس (ب ت) ، وقع لي عاليا كأنّي سمعته (ض) من النسائي (بث).
٦٠ ـ / أبو الحسن علي بن أبي بكر (٥٤٢ ـ ٦١١ ه)
هو أبو الحسن علي بن أبي بكر بن علي الهروى السائح (١) ، موصلي المولد ، كان أبوه من أهل هراة ، وأبو الحسن (أ) طاف الأرض ذات الطول والعرض ، ورد إربل وامتدح بها قاضيها (ب) ، ووقع إليّ شعره هذا فلم أثبته. فيه فضل وعنده أدب وذكاء ، وكان خرّاطا ، ولم يرد مدينة إلّا وكتب في المواضع المشهورة بها بخطه ، فقلّما يخلو موضع مشهور من مدينة إلّا وفيه خطه ، والناس في هذا الباب بعده عيال عليه.
استقرت به الحال بحلب عند سلطانها الملك الظاهر أبي المظفر غازي بن يوسف بن أيوب ـ أدام الله سلطانه ـ فهو مقيم إلى الآن عنده ، له منه الحرمة الظاهرة ، والمنزلة الوافرة. وبنى علي رباطا ووقف عليه وقفا فهو يستغلّ جدّه (ت) ، ويزوره الملك الظاهر كل عام (ث) ، وقد أثرى من نعمته ، وإنّما كتبته في هذا الباب لأنه صار في الآخر إلى الانقطاع. وله مصنفات منها «الإشارات في معرفة الزيارات» (٢) وكتاب «الخطب الهروية للمواقف المعظّمة الناصرية» (٣) ، بلغني إنه توفي بحلب في شهر (١) سنة إحدى عشرة وستمائة (ح).
__________________
(١) كذا في الاصل ، وقد علق احد القراء في الحاشية بقوله «صوابه في شهر رمضان سنة عشرة ــ وستمائة». اقول ان هذا التاريخ لم يؤيده احد ممن ترجم للهروى ، فالجميع ـ بما في ذلك ابن الشعار ، أقرب الناس عهدا به ـ ذكر وفاته في رمضان سنة ٦١١ ه.