في شعبان من السنة ، واخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن عمر الحرّاني ، وقال ؛ توفي عبد القادر بن عبد الله ، أبو محمد الرّهاوي الفهمي مولاهم ، في جمادى (د) سنة اثنتي عشرة وستمائة بحرّان ، وصلى عليه الخطيب أبو عبد الله ابن تيمية ، ودفن بظاهر البلد بباب الكبير. وسمعت الفقير إلى الله ـ تعالى ـ أبا سعيد كوكبوري بن علي يقول : «كنت ازوره بحران (ذ) ، وكان كثيرا يزور أمه ـ وهي فرنجية على دينها ـ فقلت : لم لا تعرض عليها الاسلام؟ فقال : هي امرأة كبيرة ولا ترجع عن دينها أبدا ، فلا يفيد قولي لها.
فقلت له : كيف تزورها؟ فقال : أعلم أنها تشتاق إليّ ، فأزورها لتبلّ شوقها» ، أو كما قال.
٥٣ ـ أبو الفتوح محمد البكري [٥١٨ ـ ٦١٥ ه]
هو أبو الفتوح محمد بن محمد بن محمد بن عمروك البكري (١) ـ رحمه الله ـ. وكنية محمد الثاني أبو سعد ، وكنية محمد الثالث أبو سعيد ـ وعمروك هو ابن أبي / سعيد بن عبد الله بن الحسن بن القاسم بن علقمة بن النضر بن معاذ بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّديق ـ رضي الله عنه ـ شيخ كبير صوفي سمع الحديث. لقي الخطيب ظهير الدين أبا الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري (٢) اجازة. وسمع عليه ـ وله من أبي البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي (٣) اجازة. ورد إربل وسمع بها ، وورد الموصل وسمع عليه الأئمة ، منهم الامام أبو السعادات المبارك بن محمد بن عبد الكريم (٤) في سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، وفيها ورد إربل. وورد ابنه (أ) الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري (٥) في هذه السنة ـ وهي سنة ثمان وستمائة ـ إربل ، وسمع ممن بها من المشايخ واخذ عنهم ، وهو شاب لطيف عاقل كيّس ، عنده شيء من فقه إلّا أنّ ميله إلى