أخبرني الوالي (ب) محمود بن محمد الحراني أنه عتيق أبي الفهم رئيس حران (٢).
سمع الكثير من الحديث وكتبه ، وأتقن ما نقله. حنبلي المذهب إلّا أنه لم يكن غاليا فيه ، كان لا ينكر ما جرى في أمر الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ، وكرّم وجهيهما ـ ،. وذكر أنّ جماعة من أهل الكوفة خرجوا من المختار ابن أبي عبيد (٤) سمّوا أنفسهم «التوّابين» (٥) لأنهم ممن قعد عن نصره.
كان في أخلاقه بعض الشراسة ، وعنده شيء من كبر ، ورد إربل وأسمع بها ، وولي التحديث بدار الحديث المظفرية بالموصل (٦) مدة قريبة (ت) ، وانهدمت عن آخرها وأعاد عمارتها على غير ما كانت عليه. ورحل عن الموصل ، فهو الآن بحرّان (ث).
لقي الامام أبا العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني ، وأبا طاهر أحمد بن محمد (٧) الاصبهاني السّلفي بالاسكندرية ، وغيرهما من أهل العلم (ث). سمع ببغداد من أبي محمد عبد الله ابن الخشّاب ، وأبي محمد الموصلي (ج) ، وأبي الحسين بن يوسف (ر) ، والكلمة شهدة ، ويحيى (٨) / بن عبد الله (ح) ، وخلق كثير. ورحل إلى واسط (٩) فسمع بها من أبي العباس ابن الجلخت (١٠) ، وأبي الفتح ابن عبد السميع (١١) ، وسمع بالبصرة من أبي جعفر الكتاني المواقيتي (١٢) وغيره ، وباصبهان من أبي عبد الله الرّستمي (خ) ، ومسعود الثقفي (١٣) وبهراة من نصر بن سيّار بن صاعد (١٤) وأبي محمد عبد الجليل ابن أبي سعد المعدّل (١٥) ، وبنيسابور من أبي بكر محمد بن علي الطّوسي (١٦). حدّث بالكثير وسمع عليه طلبة الحديث ، وهو رجل صالح ، سمعت منه وأجاز لي.
بلغتني وفاته بحرّان في شهر رجب من سنة اثنتي عشرة وستمائة ، وذلك