إربل في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، وكان عنده كتاب «الشهاب» للقضاعي ، فأسمعه بإربل. وأخبرنا به عن الشيخ الحافظ تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الله بن رزق الله الشافعي القرشي المصري (٢) قراءة منه عليه بمكة ، قال : أخبرنا / به القضاعي المصنف سماعا ، وهذا سند عال (أ) يعزّ وجوده ، لا بل يستحيل. ولم أر عنده غيره ، إلّا أنه كان عنده أشياء بنزول؟؟؟ (ب) منها ، إنه سمع من أحاديث الزاهد الإمام محمد ابن رمضان (ت) بن مهمت ـ رضي الله عنه ـ جزءا بينه وبينه رجل ، وهذا نزول ظاهر ، إذ الشيخ محمد بن رمضان تأخرت وفاته (ث).
نقلت من خط الأرموي في أول جزء أورد فيه أحاديث ، وأنفذه إلى أبي الثناء محمود بن محمد الحرّاني (٣) ، ما حكايته : «بديهة كاتبه لمّا رأى طلعته الشريفة وغرّته البهية ، حين نزل الخطيب من المنبر : (البسيط)
مولى (ج) ولي لدين الله محمود |
|
وظلّه في الورى ما دام ممدود |
لا زال في نعمة مخلّدا أبدا |
|
إذ صار بين عباد الله مسعود |
٥٠ ـ أبو الثّناء محمود اللبّان (... ـ ٦٠٥ ه)
هو أبو الثناء محمود ابن أبي منصور ابن أبي طاهر بن الحسن بن أسد ، واسم أبي منصور المظفر ، واسم أبي طاهر أحمد ، اللبّان المقرئ الموصلي (١).
شيخ صالح قرأ القرآن وسمع الحديث ، ولقي من رجاله بالموصل جماعة. وكان له دكان بالموصل في الجيّة (٢) يبيع بها اللبن وما يعمل منه ومعه فاشتهر. ورد إربل لرسم كان له على الفقير إلى الله أبي سعيد كوكبوري. وسمع عليه الحديث ، وكان شيخا خيّرا أديبا ، وكان لا بأس بشيء (أ) من أدب ، أنشدني / لنفسه :
(الكامل)
بالله إن جئت المحصّب من منى (٣) |
|
ونثرت جمرك في مسيل الوادي |