المبهجة التى تمت بمناسبة فتح قلعة قمانجه فى عهد السلطان محمد خان وتحيرت كثيرا لتلك الأوصاف ، وكانت لياليهم تجل عن الوصف ، فى نفس الوقت تكون هناك مشكلة بالنسبة للجنود القائمين على الضبط والربط فى مصر حينئذ ، ودائما ما يقال ما لى أبالى لأن مصر فى تلك الأيام تكون أم الدنيا وهى هبة النيل إنها جلجلة مصر وطنطنة مصر.
حقيقية إن إستانبول مدينة كبيرة إلا أن أهلها على ضبط وربط ، أما طائفة الجند فى مصر يرفعون القيد عن الغنى والفقير والشاب والشيخ ، وسرعان ما يتشاجرون كالخيل الشرس ، فكلهم مجبولون على الشقاوة ، ولا يستطيع أحد أن يسيطر على خدامه ومماليكه وأهله وعياله. حيث يقومون بامتطاء الجياد غير المروضة يكون كل شخص فى عالمه الخاص يلهو ويلعب ، الكل فى حالة فرح وابتهاج ، ولكن فى حالة فتح إحدى القلاع على يد الوزير الأعظم تكون الزينة والاحتفالات اثنتى عشرة ليلة فقط.
وإذا ما فتح القائد العام قلعة عظيمة تكون الإحتفالات عشرة أيام وعشر ليال أو سبعة أيام وسبع ليال ، ويكون الناس فى مصر سعداء بهذا القدر والإقليم الأصلى المشهور فى ذلك الإقليم الآخر وجزيرة القاهرة ، حيث يميل أهالى مصر إلى اللهو واللعب والموسيقى والغناء وأهلها كثيرون جدا ، ولأنهم يملكون أموال فرعون فإنهم يصرفونها فى اللهو واللعب والموسيقى والغناء. وبالرغم من أن عزيز مصر غلب زليخة إلا أن أهل مصر ما زالوا منذ ذلك الوقت وحتى الآن مغلوبين لمخدوميهم فهم دائما يميلون للشقاوة والظرف. وإذا ما لاحت لهم الفرصة يبتهجون إبتهاجا عظيم حتى الاحتفالات التى قام بها الكتخدا إبراهيم باشا فى قره ميدان بسبب فتح قلعة قمانچه أنفق على من يقومون بالألعاب النارية فى تلك الإحتفالات عشرون كيسا من النقود المصرية فى مصر بلد المعرفة ويضاء فى قره ميدان مائة ألف قنديل تجعله بمثابة ميدان النور ـ حفظك الله تعالى ـ.