الفصل التاسع عشر
مواكب الجند المكلفين بالذهاب إلى الأراضى المقدسة من الأوجاقات
ومظاهر عظمتهم
وفى هذا الموكب لا وجود لجند الخزانة أو لجند من أتباع الباشا. إنهم الجند المنوطون بالحج وعلى هذا يثبت الجند المنوطون بهذه المهمة من الأوجاقات السبعة ويمرون أمام الباشا.
وفى صباح اليوم الثالث لمواكب الخزانة ـ والتى سلف الحديث عن أوصافها ـ فإن هؤلاء الرجال السبعين المنتمين إلى الأوجاقات السبعة يخصص لهم مائتا رجل بأتباعهم لأن طريق الكعبة طريق مبارك فيصبح مجموعهم ألف رجل فى أتم زينة وسلاح. وهؤلاء الجند مكلفون بالذهاب بالحجيج والعودة بهم. ويحكم هؤلاء وهم ألف من صفوة الجند سبعة قادة من الأوجاقات السبعة وسبعة ممن لهم رتبة الكتخدا وسبعة من الجاويشية وسبعة من حاملى الرايات وسبعة من حاملى الطبر وسبعة من رؤساء خدم قصر الباشا وسبعة من الچورباجية. وهؤلاء يقيمون سنة فى مكة للمحافظة على الأمن فيها.
يمر هؤلاء الألف وهم من صفوة الجند كل منهم مع فرقته وأغواته وچورباجيته على مرأى من الباشا وهم مدججون بالسلاح ويتدفقون كالموج من أحد أبواب القصر ويخرجون من باب آخر زرافات ويقرع كل أغا منهم طبلة ولكن ليست لهم جوقة موسيقية عسكرية خاصة بهم ويهرع جميع القادة والچورباجية والجاويشية ومن لهم رتبة الكتخدا إلى قاعة ديوان الغورى حيث يشرفون بتلقى الخلع السلطانية ويوزع عليهم سبعون خلعة ، وبعد الدعاء والثناء يلقنهم الباشا أوامره ويودعونه داعين له ، ثم يلتحقون ثانية بالمواكب وخارج باب الوزير يصطف مئات الآلاف من الناس لتشييع الجند الذاهبين إلى الأراضى المقدسة ويصبح موكبا خاصا يجل عن الوصف.
وفى هذا الموكب يأتى اثنا عشر جاويشا من جاويشية وزير مصر بدروعهم الفضية لتجهيز هذا الموكب وهم كذلك من صفوة الجند. وهذا الموكب كغيره من المواكب لا يمضى فيه الأثرياء من الأعيان إلا باختيارهم.