الموكب السابع عشر
موكب خزانة الصرة ونفقات تعمير الحرمين الشريفين
وهذا كذلك قانون منذ عهد العباسيين والسلطان قايتباى ، إلا أنه عندما فتح سليم خان مصر زاد من إحسانه لشريف مكة فى «صك الأمان» واعتبر صرر ومنح وكسوات ونفقات تعمير الحرمين خزانة مصرية. والواقع أن أمير الحج يقسم هذه الخزانة بنفسه على جميع الأشراف.
وإذا ما نقص منها دينار واحد ـ اللهم عافنا ـ رفع جميع الأشراف الأمر إلى السلطان قائلين : «إن صدقة السلطان سليم وأجداده العظام لم تصلنا كاملة».
وعندئذ تنهدم الدنيا فوق رأس وزير مصر.
وبعض ظرفاء الأشراف يقولون : «وصلنا خراج الترك وهو حقنا على آل عثمان» ولا يقولون إنه صدقة السلطان ، بل يقولون : «نحن نتلقى خراجهم». إن فيهم أسفه السفهاء.
جملة القول أن لهؤلاء صررا ومنحا مقيدة لهم فى ديوان مصر ، ويسلم كتخدا الباشا أمير الحج هذه الخزانة فى العادلية فى موكب عظيم من رجال الباشا ويأخذ منه حجة بذلك ويسجلها فى سجلات شرع رسول الله (صلىاللهعليهوسلم).
الموكب الثامن عشر
خزانة النفقات اليومية للجند المعينين مع أمير الحج
ووصولهم الأراضى المقدسة وعودتهم فى مائة يوم وعشرة أيام
ومصروفات هذه الرحلة
فى قانون مصر أن بين القاهرة ومكة المكرمة ستا وثلاثين مرحلة ويقيم الحجيج عشرين يوما فى مكة ويمضون إلى المدينة المنورة فى عشرة أيام ويمكثون بها يومين ويعودون إلى القاهرة فى ستة وثلاثين يوما وجملة ذلك مائة يوم وأربعة أيام ، مع أيام استراحتهم فالمدة مائة يوم وعشرة. أما من يشاء المجىء إلى السويس ويدخل القاهرة فى يومين يكون ذهابه إلى الأراضى المقدسة من مصر وعودته إليها فى مدة مائة يوم.