الحج ويعود كل إلى منزله. وبأمر أمير الحج ينادى المنادون بأن المحمل سيبقى فى العادلية ثلاثة أيام لتجهيز الأمتعة.
وبهذا يبلغ الحديث عن موكب أمير الحج منتهاه.
الموكب السادس عشر
موكب وصول الخزانة من مصر إلى مكة والمدينة
وخزائن وصرر شيوخ البدو على طريق الحج
منذ صدور قانون السلطان سليم وهذه الخزانة عبارة عن الصرر والعطايا والكسا والمنفقات لمشايخ البدو من أهل التقوى على جانبى الطريق من القاهرة إلى مكة.
وأول هؤلاء المشايخ على الطريق من القاهرة على السويس مشايخ آل صفر وآل بنى عابد وآل بنى صالح فى جهات العقبة ، وآل بنى شاهين عند بلوغ مدينة «مدين» التى بناها شعيب ـ عليهالسلام ـ ، وآل بنى زيد عند ينبع البرة.
كما أن لكثير من الأعراب صررا وفى كل عام يوزعها أمير الحج بنفسه على هؤلاء المشايخ شريطة أن يحضروا المأكولات والمشروبات والجمال القوية على طريق الحجاج المسلمين الذين يتزودون منها ويقدمون لهم المدد من منزل إلى منزل ويكونوا أدلاء لهم فى الطريق فى مقابل أن يمنحهم أمير الحج الصرر والمنح.
وعلى الرغم من أنهم يقصرون فى خدمة الحجيج فى هذه الأيام إلا أنهم يتسلمون رواتبهم بالتمام. وإذا ما أنقصوهم شيئا قطعوا الماء عن طريق الحجاج وألقوا جثث الحيوانات فى آبارهم وسدودها بإلقاء الحجارة فيها وأغاروا عليهم من جميع النواحى وخرج عليهم اللصوص من كل صوب ناهبين وسالبين أمتعة الحجاج فلا يمرون بسلام.
ولهذا السبب يخصص لهؤلاء خزانة فى ديوان مصر لصررهم ومنحهم وكسوتهم ، ويسلمها كتخدا الباشا أمير الحج فى موكب عظيم من جند الباشا فى العادلية ويتسلم منه الحجة بذلك. وفى اليوم التالى :