الباشا عند عزله تكون بقدر الهدايا التى تقدم إليه حين توليه على مصر فقد تسلم إبراهيم باشا ألف كيس حين عزله ، وبينما كان فى طريقه معززا مكرما إلى الأستانة أسندت إليه ولاية الشام.
الموكب السابع لمصر حينما يعزل الباشا ويخرج مكرما
وهذا الموكب مثل موكب دخوله القاهرة بل إنه من الوزراء من تزاد له المواكب.
أما ـ والعياذ بالله ـ إذا ما عزل الباشا عن مصر منكوبا ولم يظهر له صديق فى الأستانة خرج إلى العادلية بلا تعظيم وبلا تكريم مع أتباعه ويمضى إلى الأستانة محزونا كاسف البال.
وينبغى للعقلاء من وزراء مصر أن يأخذوا العبرة من هؤلاء فعندما يتولى أمور مصر يتوخى الحكمة وسداد الرأى ويلزم جانب الحيطة. وعليه أن يطلع على كافة أحوال من سجنوا من الأمناء والملتزمين والكشاف المفلسين ويسعى فى إطلاق سراح كل منهم وعليه أن يفتش عن الأموال المطلوبة ممن سجنوا لدى الفرق السبع ويطالب بذلك المال.
وهذا ألزم ما يلزم الباشا العاقل فى البداية حتى إذا سألنا عنه حين عزله لا نفاجأ بأنه فى السجن! يقولون له : كان ينبغى لك التحرز وقت توليك الحكم ، ما الذى منعك عن عدم الاحتياط؟
ـ ومن ألزم لوازم الباشا كذلك أن يسأل من تبقت غلال فى ذمته وأن يساعد المظلومين والمقهورين على استرداد حقوقهم من ظالميهم ويرشق أكباد الظالمين بالسهام ويقتص منهم ، ويتجاوز عن جرائم بعضهم ويعفو عنهم امتثالا لقوله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا» ، ويتصدق على كثير منهم ويعمل السيف فى بعضهم الآخر وهذا من ألزم لوازمه وهذا ما نص عليه قانون السلطان سليم.
ـ وعلى الباشا ألا يقبل رشوة من أحد لأنها تسترد منه عند عزله ، وعليه ألا يثق بقول أهل الزيغ والفساد ويتصرف كيفما شاء دون أن يحيد عن صلاحه فينعم براحة البال.