وتدوم مظاهر الاحتفال والبهجة فى العيد الشريف ثلاثة أيام بلياليها.
وفى ميادين الروملى وقره ميدان وميدان حارة أمير اخور وميدان مصر العتيقة وبولاق وخارج باب الناصر وحى عابدين وعدة مئات من ميادين القاهرة تنصب آلاف الأراجيح التى يركبها الصبيان والفتيات.
لنذهب إلى مكان العيد وفيه الأراجيح نشهد وما مرآة الزمان أبدت.
أى يخرج من يخرج لمشاهدة الجمال والترويح عن نفوسهم.
وإذا ما شاهد قريب أو غريب حسناء اقترب منها وزف إليها التهانى بالعيد واستطاع أن يقول لها كل ما يريد. وهذا فى عرف أهل مصر ليس عملا شائنا.
وثمة شىء يحمل فى طياته العبرة وهو أن مصر فى أيام العيد تلك يكثر بها الأوباش والرعاع إلا أن النساء والأطفال يسيرون زرافات زرافات ولا يتعرض لهن أحد بأذى فالأمن مستتب تماما.
وإذا ما وجد من يسير فى الطريق العام ثملا قبض عليه وانهالوا عليه ضربا بعصيهم وركلوه بأرجلهم. فظهور الشخص وهو ثمل شىء معاب كثيرا. وإذا ما شوهد مضوا به إلى الشرطة فينفوه إلى قبرص أو إلى قلعة صاى على أطراف بلاد الفونج. إن السير فى الطريق العام فى حالة سكر مما يثير غضب الناس ونفورهم.
وفى العيد الشريف يتزاور الناس ويركب الفتيان على جيادهم وهم فى سراويل حمراء متجولين من قرية إلى أخرى. واللسان يعجز عن وصف هذا العيد الشريف وموكبه.