فوقف السلحدار خلف الباشا وعلى رأسه قلنسوة من اللباد الأحمر الحريرى ويرتدى السروال الشركسى الأصفر والسروال الحريرى المحلى بصفر الأزهار وفى يده سيفه المرصع بالجواهر. وكان الجوقدار كذلك فى أبهى حلة له ، ووقف جنبا إلى جنب مع السلحدار خلف الباشا. وجاء اثنى عشر من أغوات قصر الباشا من أصحاب الرتب وفى يد كل منهم سيف وعليهم فرو السمور وتبعوا الباشا وتقدم موكبه كتخدا الجاويشية وبجانبه رئيس فرقة المتفرقة وكذلك رئيس التراجمة وكتخدا البوابين واثنى عشر من أغوات الديوان وفى يد كل منهم عصا من القصب ، وأنزلوا الباشا من سلم ديوان قايتباى. وعندما امتطى الباشا صهوة جواده يتقدمه المحتسب وجلاد والصوباشى ماشين ، خرج جميع البكوات لاستقباله وأنزلوا الباشا فى ديوان السلطان سليم.
ولكن جان بولاد زاده حسين باشا كان يذهب إلى ديوان السليمية من ديوان قايتباى مشيا تواضعا منه وتبركا وتيمنا كما كان يفعل أسلافه.
حقا كان ذلك منه تواضع الدراويش العارفين بالله.
وما إن جلس الباشا على عرش السلطان سليم حتى قرعت الطبول تحت المظلات كما لو كانت تقرع فى الحرب ، ثم صافح الباشا أول من صافحه أمير الحج باشا ثم الكتخدا فأبو الكلام وسائر الأمراء ثم انصرفوا ، ثم صافح الباشا بعد ذلك أربعون من بكوات الشراكسة وكتخدا الجاويشية ورئيس المتفرقة والترجمان أغا وسائر شيوخ الديوان وقبلوا يده جميعا.
ثم امتطى الباشا صهوة جواده يتقدمه جميع الأغوات على خيولهم إلى الجامع وتبعه جميع البكوات مثنى مثنى متحازين.
وعندما وصل الباشا إلى جامع قلاوون وفى معيته المحتسب أغا وجلادى الصوباشى وعلى جانبيه جميع الشطار وعلى رؤوسهم الخوذات المذهبة مع حملة البنادق وسقائى ركاب الباشا كانت الشمس فى كبد السماء. وصعد المؤذنون تسع تكبيرات وصلّوا ركعتى صلاة العيد وعندما اعتلى الخطيب المنبر خلع عليه كتخدا البوابين قباء من الصوف الأبيض ، وبينما كان يلقى خطبته كان خدام الباشا يعطرون الجامع بمجامر العود والعنبر والبخور.