مخلوقات نسخت. لقد رأيت أن بعض أتقياء الأمة يقبلون أيدى هؤلاء الزبالين المحتقرين المذمومين عندما يشاهدونهم. وكثير من الناس لهم راسخ الاعتقاد فى أن هؤلاء الزبالين من أولياء الله مثل المجاذيب وبائعى الأشياء القديمة. لا يعلم الغيب إلا الله. يقول المولى سبحانه وتعالى فى حديثه القدسى : «أوليائى تحت قبابى لا يعرفهم غيرى».
ـ بائعو لحم الجمال المطبوخ :
يبيعون كذلك كبد الجمال. إنهم ١٠ أشخاص ولهم ١٠ دكاكين. إنه طعام الفقراء إلا أنه غاية فى لذة طعمه ولقد أكلت منه مرات ومرات.
ـ بائعو الفئران المطبوخة :
لا دكاكين لهم ، يبيعون ما يبيعون فى أكواخ وخيام فى ميدان الروملى. وهم ٢٠ بائعا. ولكن لهذه الفئران مواسم فعند قطع النيل يخرج الصيادون لصيدها وإحضارها إلى ميدان الروملى ويبيعونها.
والفأر حيوان صغير ، يشبه الأرنب إلى حد بعيد وهو يكثر فى الأرض بمشيئة الله ولقد شاهدت ذات مرة دماءها تسيل أثناء مرور حديدة المحراث على جحورها. ولذلك كان أكلها حلال فى المذاهب الأربعة. وعندما تكبر الفئران يجدون عند موضع جحورها أكواما من الرمل فيعلم من ذلك أن ثمة فأرا كبيرا فيحفرون الأرض ويخرجونه. إنه حيوان لطيف يشبه السنجاب فى وبره ، يزن خمسين أو ستين درهما. إنه سمين الجسم ، لحمه خفيف وشحمه خفيف وهو سريع الهضم ومقو. وعندما ذهبت إلى الواحات أكلت من لحمه كثيرا. وهو يقتات بجذور النباتات تحت الأرض ، ولا يأكل شيئا ذى روح.
ـ بائعو الحشيش والخمر :
لهم دكانان فى ميدان الروملى ، يعمل بهما شخصان ، ينقعون الحشيش لليلة ويستخرجون ماءه الذى يضعون فيه العسل المصفى ويبيعونه كذلك فى كؤوس لمن يطلب.