تحت سيطرته كذلك من أفراد مائة وستين طائفة حرفية ، وذلك بمعاونة الكتخدا والنقباء والجاويشية.
ولكن بما أن عدة طوائف تحت إدارة خدام الباشا لا يحصل منهم أى شىء. فالطهاة تحت حماية كبير طهاة الباشا ، وجميع أصحاب المقاهى تحت حماية رئيس شطار الباشا ، وجميع الخبازين تحت حماية كبير خبازى القصر وكل الجوهريين تحت حماية كبير جوهريى الباشا.
وبما أننى كنت أعد فى خدمة الباشا والأمين أغا وصاحب العيار ورئيس ضاربى العملة والناظر أغا والوزان أغا و ١٥ من (وهده كش) ، وعشرة من حراس الخزانة وضاربو العملة العشرون وعشرون من الماهرين وخمسة من الفرائين وعشرة من «يصى جى» ، وعشرة من الصيارفة القائمين على الإحصاء وعشرة من الوزانين ورئيس الصيارفة وهو واحد وهؤلاء جميعا يبلغ مجموعهم خمسمائة من العاملين فى الضرب خانه لا يدفعون شيئا للمحتسب.
وجميع الحاكة تحت حماية كبير حاكة الباشا لا يدفعون شيئا كذلك.
ونفس الشأن بالنسبة للفرائين الذين تحت حماية رئيس فرائى الباشا. إلا أن هؤلاء جميعا يشتركون فى الموكب. وهذه الطوائف لا تدفع أى أموال للمحتسب فى الظاهر ولكن حينما يعزل الباشا فلا يقام أى وزن لرئيس الشطار ولا رئيس الطهارة ويرهبون المحتسب ولذا يقدمون له الأموال سرا وعلانية لأنه حينئذ الحاكم الحر المطلق الإرادة الذى يخشونه. ويساهم أهل الطوائف جميعا فى نفقات موكب ليلة المحتسب حسب ما جاء فى قانون مصر.
وموكب ليلة المحتسب أحد مواكب الأعياد فى مصر والبالغ عددها () (١) ، ولا نظير لهذا الموكب على وجه الأرض. حتى أن أهل مصر يحددون مواعيد زواجهم على ليلة هذا الموكب.
وإذا ما تحدثت عما رأيته تفصيلا لاقتضى ذلك منى تأليف مجلد قائم بذاته. لذا تحدثت عنه بإيجاز.
__________________
(١) بياض فى الأصل.