والأمناء والملتزمون نفسا ويهدأون بالا.
وفى شهر بابه وهاتور من السنة القبطية يمضى الكاشفون فى جنودهم لتخضير الولاية أى بذر البذور وبعد شهرين يعودون إلى القاهرة.
ثم يصطحب كل كاشف فرقة من جند الأوجاقات السبعة طبق ما جاء فى قانون السلطان سليم ، ويمضى كل كاشف إلى ولايات حاكم جرجا وفى معيته ألف أو ألف وخمسمائة فارس ليباشر مهام منصبه. وكل ملتزم يستعين بأربعين أو خمسين أو مائة من فتيان الترك الأشداء لإحكام سيطرتهم على القرى ومباشرة مهامهم ، وعندئذ تبطل سلطات النواب والمسلمين المعينين من قبل الأوجاقات السبعة ، ويؤول الأمر والنهى إلى الكاشفين.
وفى أيام فيضان النيل يقبضون على العصاة والمجرمين ممن يغيرون على القرى والقصبات ، حتى إذا اختفوا فى حمرهم أو فى قرون ثيرانهم ، ويأخذونهم بأشد العقوبة ، وباستجوابهم يرشدون عمن سواهم فيتم القبض عليهم ويسلخون جلودهم أحياء ويقطعون أرجلهم وأيديهم ويستردون منهم كل ما سلبوه من أموال ، ثم يقتلونهم جميعا وذلك لصلاح حال العالمين.
فى وصف جرأة جبابرة مصر
ومن عجب أن قبض ذات مرة على أحد اللصوص من فلاحى مصر بكيفية ما ، وعندما حان وقت إعدامه أعطى الكاشف كيسين أو ثلاثة وبسط إليه الرجاء أن يخرجه فى موكب وكأنه بك ويمضى به إلى ديوان مصر. وفى التو تسلم الكاشف الأكياس وقبل منه رجاءه ، وساق الجلادون هذا اللص إلى ميدان توقيع العقوبة وصلبوه وسلخوا جلده من الظهر إلى الصدر ومن الصدر إلى الظهر ، وهو حى يدخن التبغ ويتغنى بالموال ويمدح من قبض عليه ومن صلبه ومن قطع يده. وقطع الجلادون أرجله ويديه دون أن يتأوه متألما ، وبعد ذلك أتموا سلخ جلده وحشوه تبنا وأركبوا جثته على حمار مغطاة بملابسه ومضوا بها فى موكب إلى ديوان مصر قائلين إنها جثة لص وهذا منظر عجب.