(والعياذ بالله) بلغ ماء النيل إلى عتبة الباب الحديد ، وهو باب القلعة ، فغرقت القاهرة. وخوفا من ذلك حينما ينادى المنادون قائلين : (من الجبل إلى الجبل) يقول المصريون (يكفى يا رب) أى أنهم يخافون الغرق. لأن الملك (سوريد) بنى هذه الأهرام بفضل معجزة إدريس عليهالسلام ، لأن إدريس عليهالسلام عرف بوحى من الله أن النيل المبارك سوف يغرق مصر ، ولذلك أشار على الملك سوريد ببناء هذه الأهرام ، وجعل لها طلاسم ، ولذا يبلغ ماء النيل سفح هذه الجبال فى بعض الأعوام.
أما إذا ما اقتربت أشراط الساعة يأتى ملك بنسف هذه الجبال بالبارود الأسود وعندما تنهدم يكون خراب التاسع أى خراب بخت نصر التاسع أما الخراب العاشر فهو حتما إذا زال أثر هذه الطلاسم وزوال الأهرام وبذلك يخرب النيل مصر لا مفر من ذلك ، ويخرب نهرنا بالشام ونهر شط العرب ببغداد.
وإذا ما بلغ النيل ستة عشر ذراعا فإنه يتعين تحصيل الخراج السلطانى. إلا أن الأمناء والملتزمين والكاشفين يفلسون وإذا ما ارتفع عن ثمانية عشرة ذراعا اغتنى كل الملتزمين والكاشفين.
أما إذا ارتفع إلى عشرين ذراعا لا تبقى فى مصر أرض بور وتروى جميع الأراضى أى لا يبقى فى مصر أرض قاحلة.
أما إذا غمر النيل أرضها بأكثر من هذا المنسوب لحق بمصر الضرر.
أما إذا بلغ النيل خمسة عشر ذراعا والعياذ بالله وقع الضرر كذلك ، فلا يمكن تحصيل خراج السلطان ولا مال الأمناء والكاشفين. وتتعالى الأصوات مطالبة بعزل الباشا بدعوى أنه مشئوم ويحبس فى جوسق يوسف ويعرض جميع الجند مسألة عزله على الأستانة ويظل الباشا حبيسا إلى أن يأتى وزير آخر ويتولى مهامه أحد البكوات بصفة مؤقتة. ويلقى بالملتزمين والأمناء والكاشفين قيما يسمى بالأرق خانه أى ـ السجن ويعذبون ويعلقون فى البكرات وتصادر أموالهم وتباع ويحصل المال السلطانى بتمامه غير منقوص ثم يطلق سراحهم.