إلا أحد عشر قصرا ، وما يقرب من ١٠٠٠ دار من ديار الفقراء و ٧٠ دكانا وحمام واحد ، و ٧٠ محرابا ، و ١٧ جامعا سلطانيا عظيم البناء ، ونتحدث عنها الآن.
جامع السلطان قايتباى
أكثر الجوامع عمرانا وزينة ، وهو جامع علوى يصدر إليه بسلم حجرى من ثمانى درجات ، ولا أعمدة فيه ، وله سقف منقوش مزخرف يقوم على سرادقات ، ونوافذه من زجاج ، وجدرانه الأربعة من أسفلها إلى أعلاها مكسوة بأحجار البشم الحرقانى والرخام المتنوع ، ومنبر هذا الجامع محلى بالصدف لم يصنع مثله صانع بارع قط ، ومحرابه جميل هندى الطراز ، ومقصورة المؤذن غاية فى مهارة صنعها ، وأرضيته مرصوفة بأحجار عين الطير ، كما يزدان الجامع بصنوف الثريات والقناديل الثمينة. ويتصل بهذا الجامع ضريح قبته عالية من الحجر وهو مثوى السلطان قايتباى وهو ضريح منور بسطت فيه بسط ثمينة متنوعة.
مناقب أثر قدم النبى (صلىاللهعليهوسلم)
وفى هذه التكية حجر عليه أثر قدم النبى صلىاللهعليهوسلم حتى إنه عندما بنى السلطان أحمد (١) من سلاطين آل عثمان جامعه الجديد ، وشى واش قائلا له : إن فى ضريح قايتباى أثر قدم النبى صلىاللهعليهوسلم ، وقد وجد عند العرب قبل ذلك ، ويليق بجامع مولاى السلطان.
وكان لهذا من قوله وقعه فى نفس السلطان ، فأرسل فى التو أمرا مع من يسمى (مراد الرئيس) إلى وزير مصر ، وعندما حاولوا اقتلاع الأثر من ضريح قايتباى عصفت ريح عاتية وقصف الرعد ولمع البرق ، فانصرفوا عنه دون أن يقتلعوه ، وعرضوا ما حدث على السلطان ، فأصدر أمرا خاصا أرسله مع أحد رؤساء بوابى الباب العالى ، وتلوا سورة الأنعام ألف مرة فى ضريح قايتباى وحمل (مراد الرئيس) القدم الشريفة إلى الإسكندرية فى سفينة وكابد فى ذلك ألوانا من المشقة والعناء ، وبعد سبعة أشهر بلغ الخبر السلطان أحمد بوصول القدم الشريفة فأرسلها إلى جامع أبى أيوب الأنصارى فى موكب عظيم من الجند.
__________________
(١) يقصد السلطان العثمانى أحمد الأول ١٦٠٣ : ١٦١٧ م ١٠١٢ : ١٠٢٧ ه