والمجاورين ، وفيها من سكنها عام أو أكثر يتناولون طعامهم من السماط المحمدى ، وتخلع عليهم ثياب طوال أول كل عام ، فيدعون بالخير لأهل الخير.
ولسيدى العزيز ولدان عزيزان عليه : أحدهما أبو المواهب وهو صاحب كرم ، وخير منه زين العابدين خفيف الظل ، مضياف ، رحيم ، غزير العلم.
وعلاوة على قصور عزيز چلبى هذا له بيوت لكل منها حرم وتكية ذات حمام.
وينتسب أجداد العزيز چلبى إلى عمرو بن العاص وأبى بكر الصديق ـ رضى الله عنهما ـ فى عهد عمر بن الخطاب ، ونار مطابخهم لا تنطفىء ، ويقدمون الطعام صباح مساء للغنى والفقير والخاص والعام ، وهم يفخرون بدوام اشتعال النار فى مطابخهم ، وكم لهم فى مصر من أوقاف وضياع وأفدنة وأرزاق.
وشيوخ البكرية من أعيان القاهرة كذلك ، وفى كل عام ليلة الاثنين من اليوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول يحتفل بالمولد بشكل يقصر عنه الوصف.
وفى تلك الأثناء يشتد الحر فيجف ماء البركة ستة أشهر وتصبح مرجا مخضوضرا. وفى أيام الاحتفال بالمولد يأتى شيوخ مائة وأربعين طريقة إلى ساحة هذه البركة ومعهم خيامهم التى يقيمونها مع من يصحبهم ، ويقيمون خمسمائة أو ستمائة خيمة ، وفيها يقرع الشيوخ والعلماء وعدة آلاف من الدراويش الدفوف ويقيمون حلقات الذكر ثلاثة أيام بلياليها.
ويعلق أصحاب البيوت على حافة البركة القناديل وعلى نوافذهم وجدرانهم حسب مقدرتهم ، ويزين نظار الجوامع على حافة البركة منائر وصفات الجوامع وكأن الرسول صلىاللهعليهوسلم ولد فى تلك الليلة ، وفى تلك الليلة يعم النور القاهرة. يا لها من بركة عجيبة عظيمة.
ـ البركة الثانية : (بركة الفيل)
وهذه البركة أصغر فى الطول وأقل فى العمق من بركة الأوزبكية ، بيد أن جوانبها الأربعة مزدحمة ولا موضع فيها لأرض خالية قدر ذراع وحولها منازل ذات نافورات وأحواض وحدائق ، وجوها لطيف إلى حد جدّ بعيد. إنها بركة عظيمة تمتد من الجنوب إلى الشمال ، وتجرى فيها القوارب تغدو وتروح ، وليس بها منفذ ، ويأتيها ماء النيل