وهى : أن هذا القرص يستخلص من جسم الثعبان. وهناك أربعون شخصا تجرى عليهم رواتب من أوقاف قلاوون ، وهم يعملون مرة فى العام وهم يسكنون فى قرى ابن خبير فى الجيزة وهم طائفة يصيدون ثعبان الترياق الفاروقى مرة فى شهر يوليو من كل عام.
وهم عندما يحلون فى موضع صيده يجتمعون فى موضع واحد ويكسون جسمهم من أعلاه إلى أسفله باللباد الغليظ بحيث يسترونه ولا يبدو منهم إلا عينهم التى ترى وهم يسترون كذلك وجوههم ، وعلى عمائمهم الطويلة قطع من اللباد الأبيض ويمضون صوب نواحى بهنسيا والفيوم والجبل الأخضر ، ويصلون إلى الموضع الذى فيه ثعابين الفاروقى فى برد الصباح لأن الثعابين تخمل دون شدة الحر ، ومع ذلك فإن الثعابين الفاروقى تهاجمهم بضراوة ويصطادون منها آلافا فيضعونها فى الزنابيل فتثور فيخيطون أفواه الزنابيل ويتفق فى بعض الأحايين أثناء صيدهم للثعابين أن تثب إلى وجوههم ، فإذا ما أصابت عيونهم فلا نجاة للصياد من الموت لأن سم هذه الثعابين سم زعاف ، والقطرة من سمها تقتل فى التو ، إنها ثعابين فتاكة ، وهؤلاء الرجال المذكورين يختصون بصيدها. ولا طاقة لغيرهم من الناس بعملهم هذا ، ولهم موكب خاص بفرقتهم وهم من أهل التقوى والصلاح وهم على الطريقة السعدية.
واتفق أن اصطادت هذه الطائفة كثير من الثعابين وضعوها فى زنابيل وحملوها على الحمر وفى طريقهم إلى القاهرة عندما وصلوا إلى حديقة جميلة وكأنها حديقة إرم انطلق ثعبان من الزنابيل ولدغ الحمار الذى يحمل الزنابيل فسقطت عن الحمار وفى طرفة العين تورم جسم الحمار إلى أن أصبح كجسم الفيل وتيبست قوائمه وكأنها أعمدة من حجر وأبعد الصيادون الناس عنه محذرين إياهم من الرائحة المنبعثة من جثة الحمار التى تؤذيهم ، وأخذوا الزنابيل الممتلئة بالثعابين التى كانت محملة على الحمار ووضعوها على حمار آخر ، وقد تفتقت جثة الحمار المسموم وذابت كل عظامه ، وحمدا لله أن أحدا لم يصب بأذى ، وأهل من كانوا فى هذا الموضع التراب على جثة الحمار وستروها ودفنوها ، أما الحمر الأخرى فمضوا بها إلى مستشفى قلاوون وسلموها لرئيس الأطباء ورئيس المستشفى.