الفصل الثالث والثلاثون
ذكر الحمّامات فى مصر نادرة العصر
إن ما سلف ذكره من آلاف الأوقاف كانت خاصة بالجوامع والمساجد والحمامات الأولى فى مدينة القاهرة ذو الماء الجارى يقع فى القلعة الداخلية وهو :
حمّام سليمان باشا الطواشى
إنه حمام صغير به ثلاث خلوات وحوض شافعى وهو حمام بديعى التصميم وماؤه من بئر يوسف وهو أميل إلى الملوحة ، ولأن رواده من جميع طوائف العسكر فجميع أثوابه وعماله ودلاكوه فى غاية النظافة ، ولكن بعد الظهر يتردد على الحمام جميع الأمهات والأخوات. وفى منتصف الليل يقوم عمال الحمّام بتطهير أحواضه وملئها بالماء الصافى.
وفى سوق السباهية وبالقرب من جامع السلطان حسن :
حمام مصطفى باشا
إنه حمّام كبير ، ولا حمّام فى القاهرة يشبهه فى كبره ، ومائه الساخن وجريان ماء حوضه وشادروانه. وفى كل خلوة من خلواته الخمس صنبور. وأرضيته مرصوفة كلها بالرخام الملون ويزدان هذا الحمام بزجاج وثريات وبللورات مختلفة الألوان.
وحمّام «قنطرة الموسكى»
للسيدات والرجال.
وحمّام «جى جى على بك»
بما أنه قريب من حارة اليهود يتردد عليه اليهود جميعا وهو للسيدات والرجال.
وحمّام «الكلب»
فى مكان منخفض وهو قذر ويدخله الرجال والنساء مجانا. وعند بنائه قديما ظهر فى أساسه تمثالان من النحاس لكلببين يتهارشان ولم يفطن بانى الحمام إلى أن هذين الكلبين مسعران وإلا لحفر له أساسا فى موضع آخر. ولوجود هذين التمثالين لا وجود فى القاهرة لكلب مسعر يصيب أحدا بأذى ولذلك يسمون هذا الحمّام «حمّام الكلب».